العبد - حيث إنه يتوجه بالعبودية والدعاء لمن يملك نفعه، ودفع الضر عنه، ونصره، وجلب الرزق له، وتحقيق الخير له في الدنيا والآخرة.
فالحكم بتفرد الله بالألوهية مناط بالوصف المؤثر وهو اعتقاده تفرد الله بالربوبية.
فإذا أقر العبد بالربوبية لله دون سواه، لزمه أن لا يتخذ له إلهاً يعبده سواه سبحانه.
وهذا المعنى هو الذي تتظافر هذه الأدلة لإثباته وإلزام المخاطبين بالقرآن من المشركين به.
قال ابن كثير - رحمه الله - في قوله تعالى:{آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ} : "استفهام إنكار على المشركين في عبادتهم مع الله آلهة أخرى، ثم شرع تعالى يبين أنه المتفرد بالخلق والرزق والتدبير دون غيره ...
وإنما يستحق أن يفرد بالعبادة، من هو المتفرد بالخلق والرزق ولهذا قال تعالى:{أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ} أي: أإله مع الله يُعبد، وقد تبيّن لكم ولكل ذي لب ... أنه الخالق الرازق؟
ومن المفسرين من يقول: معنى قوله: {أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ} فَعَل هذا؟
وهو يرجع إلى معنى الأول، لأن تقدير الجواب أنهم يقولون: "ليس ثَمَّ أحد فعَل هذا معه، بل هو المتفرد به. فيقال: فكيف تعبدون معه غيره