للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كانت. سواء ما ضرب له من الأمثال في الذات والصفات، وما ضرب منها في الألوهية واستحقاق العبادة، وما يضرب له في الربوبية والأفعال، والأمثال القولية التي تضرب للمحاجة والجدال لمعارضة الحق، والتدليل على صحة الشرك.

٧- بين السياق العلة من النهي عن ضرب الأمثال لله تعالى، وأن ذلك لأمرين هامين:

(الأول) أن المشركين جاهلون بالله - سبحانه - وما له من الصفات، وبحقه ودينه، وكل ما ضربوه من الأمثال في ذلك فهو جهل وضلال صادر عن الظن وهوى النفوس قال تعالى: {فَلاَ تَضْرِبُوا لِلَّهِ الأَمْثَالَ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ} .

(الثاني) تفرده - سبحانه - بالمثَلِ الأعْلَى، والكمال المطلق، فهو سبحانه {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} ١، {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} ٢. فلا يوجد في حقيقة الأمر من يكون مماثلا لله فيضرب مثلا له، لا في ذاته وصفاته، ولا في ربوبيته وأفعاله، ولا في ألوهيته وحقه على عباده، ولا في علمه وشرعه وهديه.


١ سورة الشورى آية (١١)
٢ سورة الإخلاص آية (٤) .

<<  <  ج: ص:  >  >>