للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وترديهم.

{وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمْ الَّذِي ظَنَنتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنْ الخَاسِرِينَ} ١.

ونتيجة هذا الاعتبار هي:

دلالة السياق على أن مشركي العرب ونحوهم يصفون الله بصفات موافقة في أصلها لما هو ثابت لله تعالى، إلاّ أنهم لا يبلغون في إثباتها ما يليق بالله تعالى.

فهم يثبتون لله من تلك الصفات أدنى مما هو ثابت له سبحانه، والله تعالى يبين لهم أن له المثَلَ الأعْلَى وأن له من تلك الصفات كمالها الذي لا يدانيه فيها غيره سبحانه، ولا يعجزه معه شيء. فقال سبحانه: {وَلَهُ المَثَلُ الأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ العَزِيزُ الحَكِيم} .

كما يستنتج من دلالة السياق: أنه نتج عن جهلهم بالله وما تولد عنه من ظنون سيئة، تكذيبهم بالبعث بعد الموت، بسبب الأقيسة الفاسدة التي قاسوا بها صفات الله تعالى على صفاتهم أو على ما يشاهدونه ويعقلونه، فزعموا بذلك أن لا أحد يقدر على إعادتهم إذا أرموا.

والله تعالى يبين لهم في مقابل ذلك، الأقيسة الصحيحة، الدالة على البعث، وتوجب لمن تأملها استشعار عظمة الله وعظمة صفاته. ويلفت


١ سورة فصلت آية (٢٣) .

<<  <  ج: ص:  >  >>