للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الانتباه بتلك الأمثال، وبقوله تعالى: {وَلَهُ المَثَلُ الأَعْلَى} : إلى أن كل مثل صحيح يوافق ما هو ثابت له سبحانه من الكمال الأعلى في صفاته وأفعاله، مما دل عليها الكتاب والسنة، فهو له سبحانه، منسوب إليه، وهو أولى به.

ومما تقدم تبين علاقة قوله تعالى: {وَلَهُ المَثَلُ الأَعْلَى} بما تقدمها من بيان صفات الله، وعظمتها، وآثار ربوبيته المستدل بها على البعث بعد الموت، وما ورد من الأقيسة المضروبة لذلك الجارية على قياس الأولى. ويؤكد هذه العلاقة ذكر واحد من أحد تلك الأدلة العقلية في نفس الآية التي أثبت الله فيها لنفسه المثَل الأعْلَى وهي قوله: {وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ المَثَلُ الأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ} .

خلاصة ما دل عليه هذا الجزء من السياق:

تبين أن القسم الأول من سياق سورة "الروم" ناقش قضية البعث بعد الموت التي أنكرها مشركو العرب الذين بعث فيهم النبي صلى الله عليه وسلم بالتركيز على ذكر الدلائل العقلية على إمكان البعث. وكان محور الاستدلال على ذلك هو مظاهر ربوبية الله، وآثار أفعاله التي يشاهدها الناس، وذكر أهم خصائص الربوبية من تفرد الله بالملك، والأمر الكوني، والخلق والتدبير،

<<  <  ج: ص:  >  >>