التي توجب لمن تأملها القطع بقدرة الله العظيمة على كل شيء، وأنه لا يعجزه شيء، ومن ذلك البعث بعد الموت.
وقد ذكر في هذا السياق ثلاثة أدلة عقلية على إمكان البعث بعد الموت هي:
١- القياس التمثيلي: بقياس إمكان إحياء الناس بعد موتهم على ما يشاهدونه من إحياء الأرض بعد موتها.
٢- قياس الأَولى: المتمثل بكون القادر على خلق العظيم وتدبيره كالسموات والأرض وما فيهما، قادر على خلق ما دون ذلك كبعث الناس من باب أولى.
٣- قياس الأَولى: المتمثل في أن الذي خلق الناس أول مرة يكون قادراً على إعادة خلقهم مرة أخرى من باب أولى.
واستنتج من هذه الأدلة أن القضية المستدل لها، والقضايا المستدل بها جميعها من آثار صفة الخلق. مما يدل على أن المشركين يثبتون لله أصل صفة الخلق، لكن لا يثبتون له كمالها وشمولها، وأن الله قادر على خلق كل شيء يريده سبحانه. وهذه حالهم في كثير مما يثبتونه لله كالألوهية والعلم، ونحوها. فهم يثبتون لله من تلك الصفات أدنى مما هو ثابت له - سبحانه -. والله تعالى يبين لهم أن له المثل الأعْلَى، وأن له من تلك الصفات وغيرها من صفات الكمال كمالها الذي لا يدانيه فيها غيره، ولا يعجزه معها شيء.