للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يقولون: " القرآن كلام الله منه بدا وإليه يعود ". رواه محمد بن جرير بن يزيد الفقيه وهبة الله بن الحسن بن منصور الحافظ الطبريان في كتاب السنة لهما١. وقد أدرك عمرو بن


١ يريد المصنف بكتاب ((السنة لهما)) : كتاب ((صريح السنة)) للإمام محمد بن جرير الطبري المفسر المعروف، ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ ونقل منه، انظر مجموع الفتاوى ٦/١٨٧. وقد طبعت هذه العقيدة ثلاث مرات، الأولى في بومباي بالهند سنة١٣١١هـ، والثانية في مكة المكرمة بمطبعة النهضة الحديثة سنة ١٣٩١هـ، وهذه الأخيرة بتحقيق الشيخ/ عبد الله بن حميد رحمه الله، أما الطبعة الثالثة فهي بتحقيق الشيخ بدر بن يوسف المعتوق، قام بنشرها دار الخلفاء للكتاب الإسلامي عام ١٤٠٥هـ. ولها نسخة مصورة في مكتبة جلال كشك بتركيا، وهي ضمن مجموعة بالجامعة الإسلامية رقمها ((١٨٧)) .
أما كتاب السنة لهبة الله الحسن بن منصور الطبري فيريد به المصنف كتاب شرح أصول اعتقاد أهل السنة، وقد قام بتحقيقه الدكتور أحمد سعد حمدان، وقامت بنشره دار طيبة بالرياض، والأثر المذكور فيه برقم ((١٣٨١)) ١/٢٣٤.
ورواه أيضاً الدارمي في الرد على الجهمية ص٨٨، والبيهقي في الأسماء والصفات ص٣١٥.
ولبيان مراد أئمة السلف من قولهم في القرآن: " منه بدا وإليه يعود " أورد شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ قول الإمام أحمد: " كلام الله من الله ليس ببائن منه "، ثم عقب عليه بقوله: " وهذا معنى قول السلف: " القرآن كلام الله منه بدا، ومنه خرج، وإليه يعود ". . وليس معنى قول السلف والأئمة: إنه منه خرج، ومنه بدا، أنه فارق ذاته وحل بغيره، فإن كلام المخلوق إذا تكلم به لا يفارق ذاته ويحل بغيره، فكيف يكون كلام الله؟ ... ولكن مقصود السلف الرد على هؤلاء الجهمية، فإنهم زعموا أن القرآن خلقه الله في غيره، فيكون قد ابتدأ وخرج من ذلك المحل الذي خلق فيه، لا من الله كما يقولون: كلامه لموسى خرج من الشجرة. فبين السلف والأئمة أن القرآن من الله بدأ وخرج ".
مجموع الفتاوى ١٢/٥١٧-٥١٨.

<<  <   >  >>