وأخرجه أبو داود في كتاب السنة، باب ((في القرآن)) ، ح ((٤٧٣٨)) ٥/١٠٥، وابن خزيمة في كتاب التوحيد من عدة طرق ص١٤٥-١٤٨. ٢ هذه الشبهة هي ما استند إليه نفاة الحرف والصوت عن كلام الله تعالى، وبمثل رد المصنف هنا رد أئمة السلف غيره، يقول الإمام أحمد ـ رحمه الله ـ " ... وأما قولهم: إن الكلام لا يكون إلا من جوف وفم وشفتين ولسان، أليس الله قال للسموات والأرض: {ائْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ} ، وقال: {وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُدَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ} أتراها سبحت بجوف وفم ولسان وشفتين؟ والجوارح إذا شهدت على الكافر فقالوا: {لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ} أتراها أنها نطقت بجوف وفم ولسان؟ ولكن الله أنطقها كيف يشاء، من غير أن يقول بجوف ولا فم ولا شفتين ولا لسان "، الرد على الجهمية والزنادقة ص١٣١. فهذه الأدلة تدل على أنه ليس من شرط المتكلم أن يكون ذا مخارج فبطلت شبهة القوم.