للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وتواترت الأخبار، وصحت الآثار بأن الله عز وجل ينزل كل ليلة إلى سماء الدنيا فيجب الإيمان به، والتسليم له، وترك الإعتراض عليه، وإمراره من غير تكييف ولا تمثيل، ولا تأويل، ولا تنزيه ينفي حقيقة النزول١.


وعلماؤنا جميعاً في الأقطار: إن لمعبودنا عز وجل وجهاً كما أعلمنا الله في محكم تنزيله، فذواه بالجلال والإكرام، وحكم له بالبقاء، ونفى عنه الهلاك، ونقول: إن لوجه ربنا عز وجل من النور والضياء والبهاء، ما لو كشف حجابه لأحرقت سبحات وجهه كل شيئ أدركه بصره، محجوب عنه أبصار أهل الدنيا، لا يراه بشر ما دام في الدنيا الفانية، ونقول: إن وجه ربنا القديم لم يزل بالباقي الذي لا يزال، فنفى عنه الهلاك والفناء ". كتاب التوحيد ص٢٢-٢٣
١يشير إلى دعوى الذين أولوا صفة النزول بنفي حقيقة هذه الصفة، مدعين أنهم إنما فعلوا ذلك لأن الإثبات الحقيقي يتنافى مع مقصد التنزيه، وأن التنزيه يقتضي نفي هذه الحقيقة.
وكذا القائلين بالتفويض لجزمهم بنفي حقيقة النزول مع تفويضهم المعنى.
وهذه العبارة مما أخذه المبتدعة على الإمام عبد الغني وشنعوا عليه بها، ورد عليهم الحافظ ابن رجب بقوله: إن صح هذا عنه فهو حق، وهو كقول القائل: لا أنزهه تنزيهاً ينفي حقيقة وجوده، أو حقيقة كلامه، أو حقيقة علمه، أو سمعه وبصره، ونحو ذلك.
ذيل طبقات الحنابلة ٢/٢٣.

<<  <   >  >>