للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

[الشهادة بالجنة لمن شهد له الرسول صلى الله عليه وسلم]

...

وأخبر أنه رأى الرميصاء١ بنت ملحان في الجنة٢.

فكل من شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم [بالجنة] ٣ شهدنا له، ولا نشهد لأحد غيرهم، بل نرجو للمحسن، ونخاف على المسئ، ونكل علم الخلق إلى خالقهم٤ فالزم ـ رحمك الله ـ


١ ويقال لها: الغميصاء، وهي أم سُليم بنت ملحان بن خالد بن زيد بن حرام بن جندب الأنصارية الخزرجية. أم خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم أنس بن مالك، من أفاضل النساء، شهدت حنيناً وأحداً. انظر: سير أعلام النبلاء ٢/٣٠٤.
٢ يشير إلى ما ورد في حديث جابر المتفق عليه. تقدم تخريجه ص٢٠٤ ضمن هامش رقم (٣) .
٣ لا توجد في [ل] .
٤ من عقيدة أهل السنة والجماعة عدم القطع لأحد بعينه من أهل القبلة بجنة ولا نار، إلا ما أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أنه من أهل الجنة كالذين ذكرهم المصنف من العشرة المبشرين بالجنة وغيرهم.
أما النار فلا بد أن يدخلها من يشاء الله من أهل الكبائر، ولكنه لا يخلد فيها، بل لا بد أن يخرج منها، أما الشخص المعين فلا يجوز القطع له بجنة ولا نار إلا عن علم توقيفي، لأن حقيقة باطنه لا يعلمه إلا الله، لكن نرجو للمحسنين، ونخاف على المسيئين.
انظر: شرح الطحاوية ٢/٥٣٧-٥٣٨، وشرح لمعة الاعتقاد للشيخ ابن عثيمين ص٩٩.
يقول العلامة الشيخ محمد بن عثيمين: وخالف في هذا طائفتان:
الأولى: الخوارج، قالوا فاعل الكبيرة كافر خالد في النار.
الثانية: المعتزلة، قالوا: فاعل الكبيرة خارج عن الإيمان، ليس بمؤمن ولا كافر، في منزلة بين المنزلتين، وهو خالد في النار.
ونرد على الطائفتين بما يأتي:
١ ـ مخالفتهم لنصوص الكتاب والسنة.
٢ ـ مخالفتهم لإجماع السلف.
شرح لمعة الاعتقاد ص٩٩-١٠٠.
قلت: وممن خالف في ذلك المرجئة الخالصة القائلون: إنه لا تضر مع الإيمان معصية، كما لا تنفع مع الكفر طاعة، فمرتكبوا الكبائر عندهم مؤمنون كاملوا الإيمان، لا يضرهم ما اقترفوه من المعاصي، ولا يؤاخذون عليها، لأنهم في الجنة بإيمانهم الذي هو مجرد المعرفة عندهم. وهذا ـ كما ترى ـ أخطر الآراء رغم خطورة الرأيين السابقين.

<<  <   >  >>