للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وعبد الله بن عباس١، وجابر بن عبد الله٢، وعائشة٣ زوج النبي صلى الله عليه وسلم، وأختها أسماء٤، وغيرهم.


١ انظر: صحيح البخاري، كتاب الجنائز، باب ((الجريدة على القبر)) ح ((١٣٦١)) ١/٤١٨، وصحيح مسلم، كتاب الإيمان، باب ((الدليل على نجاسة البول)) ح ((٢٩٢)) ١/٢٤٠، والشريعة للآجري ص٢٦١، وإثبات عذاب القبر ص٨٦، ومصنف ابن أبي شيبة ١/١٢٢.
٢ انظر: إثبات عذاب القبر للبيهقي ص١٢٦.
٣ انظر: صحيح البخاري، كتاب الجنائز، باب ((ما جاء في عذاب القبر)) ح ((١٣٧٢)) ١/٤٢١، وصحيح مسلم، كتاب الذكر، باب ((التعوذ من شر الفتن)) ح ((٢٧٠٦)) ٤/٢٠٧٨، والسنة لابن أبي عاصم ح ((٨٧١، ٨٧٣، ٨٧٤)) ٢/٤٢٢-٤٢٣، وإثبات عذاب القبر ص٤١.
٤ انظر صحيح البخاري، كتاب الجنائز، باب ما جاء في عذاب القبر، ح ((١٣٧٣)) ١/٤٢٢، وكتاب الكسوف، باب ((صلاة النساء مع الرجال في الكسوف)) ح ((١٠٥٣)) ٢/٥٤٣، وصحيح مسلم، كتاب الكسوف، باب ((ما عرض على النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الكسوف)) ح ((٩٠٥)) ٢/٦٢٤، وإثبات عذاب القبر ص٣٦، ٨١.
ومن أحاديث إثبات عذاب القبر حديث البراء بن عازب رضي الله عنه رواه بطوله الإمام أحمد في المسند ٤/٢٨٧ و ٢٩٥-٢٩٦، وأبو داود في سننه، كتاب السنة، باب في المسألة في القبر وعذاب القبر ح ((٤٧٥٣)) ٥/١١٤، والطيالسي في مسنده رقم ((٧٥٣)) ص١٠٢، وهو حديث صحيح.
ولعذاب القبر أدلة من القرآن الكريم منها الآيتان ((٤٥، ٤٦)) من سورة غافر ذكرهما الإمام ابن قتيبة موضحاً وجه الاستدلال بهما فقال: وأما قوله (تعالى) : {النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً} فإنه لم يُرد أن ذلك في الآخرة، وإنما أراد أنهم يعرضون عليها بعد مماتهم في القبور، وهذا شاهد من كتاب الله لعذاب القبر، يدلك على ذلك قوله: {وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ} فهم في البرزخ يعرضون على النار غدواً وعشياً، وفي القيامة يُدخلون أشد العذاب. تأويل مشكل الحديث ص٨٣، وانظر تفسير ابن كثير ٧/١٣٦.
فعذاب القبر ونعيمه من الأمور الغيبية التي وردت بإثباتها النصوص الشرعية فلا يسعنا إلا الإيمان بها والتسليم بمقتضاها. يقول الإمام ابن أبي العز الحنفي ـ رحمه الله ـ: وقد تواترت الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثبوت عذاب القبر ونعيمه لمن كان لذلك أهلاً، وسؤال الملكين، فيجب اعتقاد ثبوت ذلك والإيمان به، ولا نتكلم في كيفيته، إذ ليس للعقل وقوف على كيفيته، لكونه لا عهد له به في هذه الدار، والشرع لا يأتي بما يحيله المعقول، ولكنه قد يأتي بما تحار فيه العقول، فإن عود الروح إلى الجسد ليس على الوجه المعهود في الدنيا، بل تعاد الروح إليه إعادة غير الإعادة المألوفة في الدنيا.
شرح الطحاوية ٢/٥٧٨.

<<  <   >  >>