٢ يذكر الإمام ابن كثير ـ رحمه الله ـ في البداية والنهاية أن من مناقبه الكبار وحسناته العظيمة رضي الله عنه أن جمع الناس على قراءة واحدة، وكتب المصحف على العرضة الأخيرة التي درسها جبريل على رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر سني حياته، وذكر أن سبب ذلك ما وقع من اختلاف بين القراء في بعض الغزوات، وكان معهم حذيفة بن اليمان رضي الله عنه فركب إلى عثمان وأخبره بما كان وقال له: أدرك هذه الأمة قبل أن تختلف في كتابها كاختلاف اليهود والنصارى في كتبهم عند ذلك جمع عثمان الصحابة وشاورهم في ذلك، ورأى أن يكتب المصحف على حرف واحد، وأن يجمع الناس في سائر الأقاليم على القراءة به دوما سواه لما رأى في ذلك من مصلحة كف المنازعة ودفع الاختلاف، فاستدعى بالصحف التي كان الصديق أمر زيد بن ثابت بجمعها، وأمر زيد بن ثابت الأنصاري أن يكتب وأن يملي عليه سعيد بن العاص الأموي بحضرة عبد الله بن الزبير الأسدي، وعبد الرحمن بن الحارث المخزومي، وأمرهم إذا اختلفوا في شيئ أن يكتبوه بلغة قريش، فكتب سبعة مصاحف بعث بها عثمان إلى الأمصار، ويقال لهذه المصاحف: الأئمة. ثم عمد إلى بقية المصاحف التي بأيدي الناس مما يخالف ما كتبه فحرقه، لئلا يقع بسببه اختلاف. انظر: البداية والنهاية لابن كثير ٧/٢١٧-٢١٨، فعثمان رضي الله عنه وحد المسلمين على مصحف واحد، أما جمع القرآن فكان في عهد أبي بكر رضي الله عنه.