[تأليف ابن تيمية للصارم المسلول]
علمتم الآن لماذا سلط المبتدعة كل هجومهم على شيخ الإسلام؟ لأنه هو الذي كسر شوكتهم وأظهر دغلهم.
أتته فتوى: أن رجلاً يشتم الرسول عليه الصلاة والسلام، فما حكم الدين فيمن سبّ الرسول عليه الصلاة والسلام؟ فجلس وكتب كتاباً اسمه (الصارم المسلول على شاتم الرسول) تقلب كفيك عجباً من كثرة استحضاره لكلام العلماء فقط، دافع فيه عن الرسول عليه الصلاة والسلام، ومعظم إجاباته كتب.
ورأى فخر الدين الرازي ألف كتاباً في تقديس العقل، فرد عليه في إحدى عشر مجلداً أسماه: درأ تعارض العقل والنقل، فأتى على كتابه من القواعد، حتى قال ابن القيم: لم يطرق سمع العالم كتابٌ مثله.
ابن المطهر الحلي شيعي تهجم على الصحابة وقال: إنهم أخذوا الخلافة من علي، والرسول صلى الله عليه وسلم نص على خلافة علي بنص قطعي، فجاء الصحابة فكتموا وماتوا على النفاق، وهناك أدلة تثبت أن علياً هو أولى بالخلافة من أبي بكر والصحابة كتموا هذا، فرد عليه في تسعة مجلدات في كتاب: (أسماه منهاج السنة النبوية في الرد على الشيعة القدرية) وأتى بنيانهم من القواعد، وفنَّد كل شبهة أوردوها بصحيح النص وصريح العقل.
هذا الرجل له علينا جميعاً منة كل الجماعات الإسلامية الموجودة الآن على الساحة استفادت من كتب شيخ الإسلام ابن تيمية، ليس هناك جماعة على وجه الأرض تنسب إلى أهل السنة والجماعة من قريب أو بعيد إلا وشيخ الإسلام ابن تيمية معظم عندهم.
لذلك ظن بعض الجهلة أن شيخ الإسلام ابن تيمية هو سبب التطرف، فقال: مطلوب أحمد بن تيمية حياً أو ميتاً، ولا يعلم الجاهل أنه مات منذُ أكثر من سبعمائة سنة، فكان حياً أو ميتاً ويستحسن حياً لإغاظة الأعداء، لماذا؟ لأن كل هذه الجماعات رجعت إلى دين الله عز وجل بفضل ذاك الرجل وتلميذه ابن قيم الجوزية رحمه الله.
سيرة شيخ الإسلام سيرة مبهرة، أنصح كل طلاب العلم أن يقتنوها، وليس للرجل ترجمة واحدة، بل تراجم، والذي وقفت عليه وهو قليل نحو ثلاثين ترجمة لشيخ الإسلام ابن تيمية، ما بين مجلد كبير وكتيب بسيط، تقرأ حياة الرجل، وتترسخ خطاه، ولا زالت السيرة العملية والعلمية لعلماء المسلمين هي درس كل الباحثين، إذا أتاك الفتور اقرأ سير هؤلاء تقوي من همتك، وتعلم أن خلف الإنسان بقدر ما ترك من الحق بين الناس، مصداقاً لقوله صلى الله عليه وسلم: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث وذكر منها: علم ينتفع به) .
أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم.
اللهم اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين.
اللهم اجعل الحياة زيادة لنا في كل خير، واجعل الموت راحة لنا من كل شر.
اللهم قنا الفتن ما ظهر منها وما بطن، اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا، ولا مبلغ علمنا، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا، ولا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك فينا ولا يرحمنا.
رب آت نفوسنا تقواها، وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها.
اللهم اغفر لنا هزلنا وجدنا، وخطأنا وعمدنا، وكل ذلك عندنا.