للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وسبب هذا الاختلاف بينهم، أن كل جماعة من العلماء تمسكت بحديث، فبدا للناظر أن هذه الأحاديث متعارضة.

وقد احتج من ذهب إلى الإيجاب بحديث أنس –رضي الله عنه- (أن النبي –صلى الله عليه وسلم- كان إذا توضأ أخذ كفا من ماء فأدخله تحت حنكه فخلل به لحيته وقال: "هكذا أمرني ربي عز وجل") .

واحتج من ذهب إلى الندب بحديث ابن عباس –رضي الله عنهما- (أنه توضأ فغسل وجهه، فأخذ غرفة من ماء فتمضمض بها واستنشق، ثم أخذ غرفة من ماء فجعل بها هكذا أضافها إلى يده الأخرى فغسل بها وجهه، ثم أخذ غرفة من ماء فغسل بها يده اليمنى، ثم أخذ غرفة من ماء فغسل بها يده اليسرى، ثم مسح رأسه، ثم أخذ غرفة من ماء فرش بها على رجله اليمنى حتى غسلها، ثم أخذ غرفة من ماء فغسل بها رجله اليسرى، ثم قال: هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ) .

ذكر ما استدل به من ذهب إلى الإيجاب:

عن أنس بن مالك –رضي الله عنه:"أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- كَانَ إِذَا تَوَضَّأَ أَخَذَ كَفًّا مِنْ مَاءٍ فَأَدْخَلَهُ تَحْتَ حَنَكِهِ فَخَلَّلَ بِهِ لِحْيَتَهُ وَقَالَ: "هَكَذَا أَمَرَنِي رَبِّى عَزَّ وَجَلَّ " (١) .

ذكر ما استدل به من ذهب إلى الندب:


(١) أخرجه أبو داود (١/٣٦) ، وابن ماجة (١/١٤٩) ، والحاكم (١/١٤٩) وقال: صحيح، والبيهقي (١/٥٤) ،صححه ابن القطان, قال النووي: إسناده حسن صحيح، وصححه الألباني في مشكاة المصابيح (١/٨٨) ، قلت: والحديث ضعيف له شواهد من حديث عمار وعثمان وعائشة وأم سلمة يرتقي بها فيكون حسنا لغيره.

<<  <   >  >>