وَمِنْ سُعْلَةٍ تَرْمِى بأَنْتَنِ بَصْقَةٍ ... كَضِفْدَعَةٍ ما بَيْن أَرضٍ وَحِيطانِ
وَرَدَّةِ داعٍ لَمْ يُقَدِّمْ هَدِيَّةً ... بِتَقْطِيبِ مُغْتاظٍ وَزَجْرَةِ غَضْبانِ
وَآخَرَ جاءَتْ بِاْلَهِديِةَّ رُسْلُهُ ... فَيَضْحَكُ إذْ جاءت بِأَقْذَرِ أَسْنانِ
وَمِنْ وَثْبَة خَلْفَ الْغُلامِ خَبِيثَةٍ ... لِيَفْرِسَهُ ما بَيْنَ بابٍ وَدُكَّانِ
وَزاِئَرةٍ بَعْدَ الْهُدُوِّ كَأَنَّها ... سَنا قَمَرٍ فِي لُجَّةِ اللَّيْلِ عُرْيانِ
إلَى جَيفَةٍ يَسْتَقْذِرُ الْكَلْبُ لَحْمَها ... وَلكِنَّ مَصًّالَجَّ فِي رُفْع إنْسانِ
وَمِنْ خِلْعَةٍ قَدْ صَفَّرَ الْجَذْبُ لَوْنَهاإذا نُشِّرتْ لا تَسْتَعِينُ بِأَرْكانِ
يَراها عُيَونُ السُّوِسِ فِي التَّخْتِ حَسْرَةًوَمِنْ دَونِها أَثْناءُ ثَوْبٍ وَخِيلانِ
لَها نَسَبٌ فِي اْلأَقْدَمِينَ وَقِصَّةٌ ... لِواهِبِها قَدْ بُيِّنَتْ أَيَّ تِبْيانِ
فَكَمْ صَفْعَةٍ إنْ شَرَّدَتْ ثُمَّ زَجْرَةٍ ... لنِاشِرِها خَرَّقْتَ يا وَلَدَ الزَّانِي
وَكَمْ لَعَبْت أَيْدِي اْلِبلاَ بِسُلُوكِهافَلَمْ يَبْقَ مِنْها غَيْرُ وَهْمٍ وَأَرْكان
وَتَنحَرُ مِنْ مَسِّ النَّسِيِم إذا جَرَى ... كَنَخْرَةِ عَيَّارٍ مِنَ الَخْمِر نَشْوِان
تُحَدِّثُنا عَنْ أَرْدِشيَر وَمَزْدَكٍ ... وَعَنْ آل سَاسَانَ وعَنْ عيار آل مروان
وَكَمْ فَرَسٍ بَذَّ الْجِيادَ كَأَنَّما ... تَعَاهَدُهُ باْلمَسْحِ رَاحَةُ دَهَّانِ
عَلَى مِعْلفٍ ما فِيِه غَيْرُ عَجَاجةٍ ... وَرَأْسٍ عَتِيقٍ مُقْفَل الْفَمِ عَطْشَانِ