للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فالقرآن إنما أنزل على رسول خاص بالإنس، ولمّا لم يفعلوا، دل ذلك على أن النبي صلى الله عليه وسلم مرسل لعموم الإنس والجن، والله أعلم.

٢- ... أما سكناهم لهذه الأرض فدليله قوله تعالى: {وَالأَرْضَ وَضَعَهَا لِلأَنَامِ *} [الرحمن: ١٠] ، قال ابن عباس رضي الله عنهما: الأنام: الناس، وقال الحسن البصري رحمه الله: الأنامُ الجنُّ والإنس (١) .

- ... وقول النبي صلى الله عليه وسلم: إِنَّ فِي الْمَدِينَةِ جِنًّا قَدْ أَسْلَمُوا ... (٢) .

٣- ... وأما كونهم يأكلون ويشربون. فدليله قول النبي صلى الله عليه وسلم: إِذَا أَكَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَأْكُلْ بِيَمِينِهِ، وَإِذَا شَرِبَ فَلْيَشْرَبْ بِيَمِينِهِ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَأْكُلُ بِشِمَالِهِ وَيَشْرَبُ بِشِمَالِهِ (٣) .

٤- ... ودليل كونهم يتناكحون ويتناسلون ولهم ذرية قولُ الله تعالى - محذِّراً من اتباع إبليس وذريته عياذاً بالله منهم -: {أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً} [الكهف: ٥٠] . وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل الخلاء، يقول: اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْخُبُثِ وَالْخَبَائِثِ (٤) . (والخُبُث جمع خبيث،


(١) انظر كذلك تفسير القرطبي: (١٧/١٥٤) .
(٢) جزء من حديث أخرجه مسلم؛ كتاب: السلام، باب: قتل الحيات وغيرها، برقم (٢٢٣٦) ، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.
(٣) أخرجه مسلم؛ كتاب الأشربة باب: آداب الطعام والشراب وأحكامهما، برقم (٢٠٢٠) ، عن عبد الله بن عمر رضي لله عنهما.
(٤) متفق عليه من حديث أنس رضي الله عنه: أخرجه البخاري؛ كتاب الوضوء، باب: ما يقول عند الخلاء، برقم (١٤٢) ، ومسلم؛ كتاب: الحيض. باب: ما يقول إذا أراد دخول الخلاء، برقم (٣٧٥) . وضبط «الْخُبُثِ» ، بإسكان الباء، عند مسلم.

<<  <   >  >>