للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من تسلط شيطان من شياطين الجن بأذىً على إنسي وأنه قد يصرعه بسيطرة تامة على العقل والجسد، وقد يصل الأمر إلى جنون مؤقت أو موت ظاهر مؤقت بسبب ذلك، وهو المسمى بـ (الهمز) . قال تعالى: {وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ *وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ *} [المؤمنون: ٩٧-٩٨] .

وقال عليه الصلاة والسلام: أَمَّا هَمْزُهُ فَهَذِهِ الْمَوْتَةُ الَّتِي تَأْخُذُ ابْنَ آدَمَ ... (١) .

٢٤- النَّزْغ، أو الوسوسة أو طائف الشيطان: وهي لمة (خاطرة) تكون بمثابة القول والصوت الخفي من الشيطان، وهي تشبه لمّة الخَيَال (٢) ، تعتري قلبَ ابن آدم وذلك عند غفلته عن ذكر ربه، فيفهم ذلك المرءُ في نفسه مؤداها، فتسوّل له نفسه بسببها مقارفة معصية، أو مفارقة طاعة. ومن المعصية - التي تكون بأثر النزغ -: أن يُلقِيَ الشيطانُ في القلب وسوسة يحمل بها الإنسانَ على مجازاة المسيء


(١) جزء من الحديث السابق. ... والحديث بتمامه: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في التطوع: "الله أكبر كبيرًا - ثلاث مرار -، والحمد لله كثيرًا - ثلاث مرار -، وسبحان الله بكرة وأصيلاً - ثلاث مرار - اللهم إني أعوذ بك من الشيطان الرجيم، من همزه ونَفْثه ونفخه"، قلت: يا رسول الله! ما همزه ونفثه ونفخه؟ قال: "أما همزه: فالموتة التي تأخذ ابن آدم، وأما نفخه: الكِبر، ونفثه: الشعر". ... - «وفي التطوع» : أي في دعاء الاستفتاح من صلاة النفل، كما تفيده بعض روايات الحديث. ... - والصحابي المتسائل عن معنى الهمز والنفث والنفخ، هو جبير بن مطعم رضي الله عنه. ... انظر مسند الإمام أحمد، الأحاديث ذوات الأرقام (١٦٨٦٠، ١٦٨٦١، ١٦٨٨٢، ١٦٩٠٦) ، ط - بيت الأفكار.
(٢) انظر: فتح القدير، للإمام الشوكاني (٢/٢٧٩) .

<<  <   >  >>