وطرق الاستعانة كثيرة متشعبة، ليس القصد في هذا المقام حصرها، لكن بيان بعضها، وذلك ليُعلَم تغايرُ أحكامها تبعاً لوسائلها والغاية منها، وأن أغلب ما يتخذه الإنس من وسائل لتحقيق الاستعانة، يدخل فيه نوع شرك، من عمل مذموم تحبه الجن، أو إقسام وعزائم تستمتع بسببها الجن بالجاه، أو يستمتع بها الإنس بتحصيل مال أو رياسة، أو بادعاء كهانة أو فك سحر، أو جلب غائب، أو دفع مس ونحوه. قال تعالى:{وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الإِنْسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنَ الإِنْسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلاَّ مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ *}[الأنعام: ١٢٨] .
وفيما يأتي أخص بعض طرق الاستعانة المحرمة بالذكر تفصيلاً، وذلك لاشتهار العمل بها لدى السحرة والدجاجلة المشعوذين.
ومن ذلك: المندل - الزار - قياس الأثر.
٤ - المندل: وهو: مصطلح لديهم - عنيتُ أهل السحر والشعوذة، قاتلهم الله - يعني: استحضار جني كافر بطريق تكرار تعويذة تسمى: عزيمة، يكون الساحر، والعياذ بالله، قد توافق على صيغة لها مع شيطان الجن، بحيث تصير كالعهد بينهما، ويكون ذلك بعد استرضاء الساحر للجني بتلبية طلباته جميعِها، ولو اشتملت على ارتكاب محرم أو تلفظ بشرك، فإذا استرضاه بذلك عاهده بالتعويذة - وهي تكون متضمنة شركًا صريحًا، وتكون غالبًا بكلمات غير عربية كالسريانية مثلاً -، وكلما تلا المعزِّم التعويذة حضر خادم المندل فيستعمله فاتح المندل،