للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لا أطهُر، أَفَأَدع الصلاة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إِنَّمَا ذَلِكَ عِرْقٌ وَلَيْسَ بِالْحَيْضَةِ، فَإِذَا أَقْبَلَتِ الْحَيْضَةُ فَاتْرُكِي الصَّلاَةَ، فَإِذَا ذَهَبَ قَدْرُهَا [قدر الأيام التي كنت تحيضين فيها] ، فَاغْسِلِي عَنْكِ الدَّمَ وَصَلِّي (١) . زاد هشام بن عروة عن أبيه رحمهما الله: "ثُمَّ تَوَضَّئِي لِكُلِّ صَلاَةٍ، حَتّى يَجِيءَ ذَلِكَ الْوَقْتُ" (٢) .

هذا، ومحلّ تفصيل أحكام ذلك كتب الفروع، إلا أني أردت بيانه لشرف تعلُّقه بأعظم العبادات البدنية، ركنِ الدين: (الصلاة) .

٢٦- الرَّبْط (العَقْد أو العَصْب) ، وهو نوع من أنواع سحر التفريق بين الزوجين، ويسمى بـ (الصَّرف) أيضًا، وله صور عديدة، منها الحِسِّي، كأنْ يؤخذ الرجلُ عن زوجه فلا يستطيع جماعَها إما بعُنةٍ يجدها عند الاقتراب من امرأته وإرادته الجماع، وإما بحدوث إمناء سريع ونحو ذلك، ومنها المعنوي: كانعدام شهوة أو تقبيح صورة، أو معاناةٍ من كثرة غَيرة مع عدم وجود مسوّغ شرعي لذلك، أو الإحساس براحة نفسية في حال ابتعاده عن امرأته (٣) .

وقد يحدث الربط أيضًا للمرأة، ومن أنواعه ما يسمى بـ (التغوير) ،


(١) أخرجه البخاري؛ واللفظ له كتاب: الحيض، باب: الاستحاضة، برقم (٣٠٦) ، عن عائشة رضي الله عنها. ومسلم؛ كتاب: الحيض، باب: المستحاضة وغُسلُها وصلاتُها، برقم (٣٣٣) ، عنها أيضًا.
(٢) الزيادة عند البخاري، من رواية هشام بن عروة عن أبيه، هي في كتاب: الوضوء، باب: غسل الدم، برقم (٢٢٨) . والعبارة المفسِّرة بين معقوفين هي: جزء من رواية عند البخاري أيضًا، كتاب: الحيض، باب: إذا حاضت في شهر ثلاث حِيَض ... ، برقم (٣٢٥) ، عن عائشة رضي الله عنها.
(٣) انظر: المنقذ القرآني. محمد الصايم ص ١٠٦.

<<  <   >  >>