للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: لَيَكُونَنَّ مِنْ أُمَّتِي أَقْوَامٌ يَسْتَحِلُّونَ الْحِرَ وَالْحَرِيرَ وَالْخَمْرَ وَالْمَعَازِفَ.. (١) ويخوّف عليه الصلاة والسلام أناساً من أمته فيقول: لَيَشْرَبَنَّ أُنَاسٌ مِنْ أُمَّتِي الْخَمْرَ يُسَمُّونَهَا بِغَيْرِ اسْمِهَا، وَيُضْرَبُ عَلَى رُؤُوسِهِمْ بِالْمَعَازِفِ وَالْقَيْنَاتِ، يَخْسِفُ اللهُ بِهِمُ الأَْرْضَ، وَيَجْعَلُ مِنْهُمْ قِرَدَةً وَخَنَازِيرَ (٢) .

وفي تفسير قوله تعالى: [لقمَان: ٦] {لَهْوَ الْحَدِيثِ} ، [قال عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه: هو «الغناء، واللهِ الذي لا إله إلا هو، يرددها ثلاث مرات» . وكذا قال ابن عباس، وجابر، وعكرمة، وسعيد بن جبير، ومجاهد، ومكحول، وعمرو بن شعيب، وعلي بن بذيمة رحمهم الله، وقال الحسن البصري رحمه الله: «أنزلت هذه الآية [لقمَان: ٦] {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ} في الغناء والمزامير. وقال قتادة: واللهِ لعله - أي سامع الغناء والمزامير - لا ينفق فيه مالاً، ولكنْ شراؤه استحبابُه، بِحَسْب المرء من الضلالة أن يختار حديث الباطل على حديث الحق، وما يضرّ على ما ينفع] (٣) .

ويقول الإمام ابن جرير الطبري رحمه الله: {لَهْوَ الْحَدِيثِ} , هو:


(١) جزء من حديث أخرجه البخاري؛ كتاب: الأشربة، باب: ما جاء فيمن يستحل الخمر ويسميه بغير اسمه، برقم (٥٥٩٠) ، عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه. والحِرَ: هو الفَرْج الحرام - يعني: الزنا -. والمعازف: هي الأغاني وآلات الطرب.
(٢) أخرجه ابن حبّان في «صحيحه» ، برقم (٦٧٥٨) ، وأحمد في المسند، (٤/٢٣٧) ، من حديث رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وابن ماجَهْ، كتاب: الأشربة، باب الخمر يسمونها بغير اسمها، برقم (٣٣٨٥) ، عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه. بالاقتصار على ذكر الخمر دون المعازف.
(٣) انظر: تفسير القرآن العظيم، لابن كثير. ص ١٣٢٢، ط - بيت الأفكار الدولية.

<<  <   >  >>