للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

طعم لا يستسيغه كثير من الناس، فضلاً عمّا له من تأثير مهيِّج في الأغشية المخاطية للجهاز الهضمي، وقد تمكن مؤخرًا فريق طبي (من الباحثين المصريين) ، منهم د. محمد المحفوظ، ود. محمد الدخاخني من فصل المركب الفعَّال لهذا الزيت في حالة نقية وخالية من الثأثيرات المذكورة، كما أثبت هؤلاء خلو المركب - وهو بمسمى (نِيْجِلُّلون) (١) -، من أي تأثير سام أو ضار] (٢) .

مسألة:

ما المراد بقول النبي صلى الله عليه وسلم: شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ؟ هل هو عام لكل داء؟ أم هو عام مخصوص، يراد به خصوص نزلات البرد، والزكام، وأمراض الجهاز التنفسي الواقعة بتأثير رطوبة أو برد ونحو ذلك؟

الجواب: (٣) من وجهين؛ الأول: أن الحديث عام بمنطوق الروايات جميعًا - ولا وجه للتخصيص إلا بحمله على تجربة الأطباء في الاستشفاء بالحبة السوداء، حيث اقتصرت في غالبها على معالجة الأمراض الباردة، وليس من اللائق تخصيص كلام خير الخلق صلى الله عليه وسلم بناءً على تجارب ما زالت تُجرى وتستجد، هذا وقد سبق ذكر ثبوت فائدة العلاج بالعسل في حالات الإسهال، بعد أن جزم بعض أهل الطب بعدم جدوى المعالجة رَدْهًا من الزمن.


(١) اللفظ مشتق من التسمية الطبية لحبة البركة: (نيجِلّلا ساتيفا) .
(٢) الرسالة الذهبية، بتحقيق د. البار ص ١٧٣.
(٣) الجواب - بوجهه الأول - مستفاد بتصرفٍ من كلام الإمام الخطابي رحمه الله بنقل الحافظ ابن حجر عنه، في الفتح (١١/٢٩١) . وبالوجه الثاني من الرسالة الذهبية، بتحقيق د. البار. ص: ١٧٣.

<<  <   >  >>