وَكَأَنَّ مَاءَهَا نُقَاعَةُ الحِنَّاءِ، وَكَأَنَّ نَخْلَهَا رُؤُوسُ الشَّيَاطِينِ". قَالَ صلى الله عليه وسلم: "فَاسْتُخْرِجَ" قَالَتْ: فَقُلْتُ: أَفَلاَ - أَيْ تَنَشَّرْتَ -؟ فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: "أَمَا وَاللهِ فَقَدْ شَفَانِي، وَأَكْرَهُ أَنْ أُثِيرَ عَلَى أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ شَرًّا (١) .
(١) متفق عليه، من حديث السيدة عائشة رضي الله عنها؛ أخرجه البخاري؛ كتاب: الطب، باب: هل يُستخرَج السحر؟ برقم (٥٧٦٥) . ومسلم، كتاب: السلام، باب: السحر، برقم (٢١٨٩) . ... بيان غريب الألفاظ: ... - أفتاني، أي: أجابني. ... - الرجلان هما: جبريل وميكائيل. ... - مطبوب، أي: مسحور. ... - مُشْط: بتثليث الميم، الآلة التي يسرّح بها الشعر. ... - مُشاقة - كما عند البخاري، وهو المثبت في المتن- وقال البخاري: (عن هشام: في مشط ومُشَاقة، يقال: المشاطة ما يخرج من الشعر إذا مُشِط، والمُشَاقَة: من مُشَاقَةِ الكَتّان) . اهـ. انظر: البخاري برقم (٥٧٦٣) . ... - جُفّ (جبّ) طلعة ذكر: غشاء الطلع الذي يكون فوقه، والطَّلع، ما يطلع من النخلة ثم يصير ثمرًا إن كانت أنثى، وإن كانت النخلة ذكرًا لم يصر ثمرًا، بل يؤكل طريًا، ويُترك على النخلة أيامًا معلومة حتى يصير فيه شيء أبيض مثل الدقيق، وله رائحة زكية فيلقح به الأنثى. ... - رعوفة: حجر يوضع على رأس البئر لا يُستطاع قلعُه يقوم عليه المستقي، وقد يكون في أسفل البئر، يجلس عليها الذي ينظف البئر. ... - وذَرْوان: أو ذِي أَرْوان، هي: بئر بالمدينة في بستان بني زُرَيق. ... - نُقاعة الحِنّاء، أي: لونُ ماء البئر لونُ الماء الذي نقع فيه الحناء، يعني: في حمرة لونه. ... - رؤوس الشياطين، أي: في قبح وخبث منظرها، أو الشياطين، بمعنى الحيات، إذ العرب تقوله لبعض الحيات. ويؤيده ما جاء في دلائل البيهقي: «فإذا نخلها الذي يشرب من مائها قد التوى سُعُفُه، كأنه رؤوس الشياطين» . ... انظر: اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان. لمحمد فؤاد عبد الباقي رحمه الله (٣/٥٩) . ... انظر: في بيان ألفاظ الرواية: فتح الباري (١٠/٢٤٥) ، ومتن البخاري بحاشية السندي (٤/٢٠) ، ومِنَّة المُنْعِم في شرح صحيح مسلم للمباركفوري (٣/٤٤٩) . والمنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج للنووي (١٤/٣٩٨) ، واللؤلؤ والمرجان، للأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي (٣/٥٩) .