للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٢- ... شهادة معجزاته صلى الله عليه وسلم بتصديقه، ومن الباطل تجويزُ ما قام الدليل على خلافه.

والمعنى أن الدليل القطعي الدلالة والثبوت قد قام على الصدق، وعلى العصمة، كما شهدت المعجزات بصدق النبوة، فكيف يسوغ إبطالُ جميع ذلك بادعاء أن حدوث السحر يشكك في صدق النبوة؟!

٣- ... أن تأثير السحر الذي حصل، كان متعلقًا ببعض أمور الدنيا التي لم يُبعَث صلى الله عليه وسلم لأجلها، مما لا يقدح في ثبوت العصمة له في أمور الدين.

٤- ... أن السحر قد تسلط على بصر النبي صلى الله عليه وسلم حتى كاد ينكر بصره - مما يخيّل إليه من إتيان نسائه ولم يكن قد أتاهن -، مما يدل على أن السحر قد تسلّط على جسده صلى الله عليه وسلم وظواهر جوارحه، لا على تمييزه ومعتقده.

٥- ... أن أثر السحر، كان مقتصرًا على تخيّل لمبصَرٍ على غير صفته، فإذا تأمله عرف حقيقته، حيث إن النبي صلى الله عليه وسلم كاد أن ينكر صحة بصره من أثر هذا التخييل.

٦- ... أن في إجابة الله عزَّ وجلَّ نبيَّه صلى الله عليه وسلم فيما دعاه به، وبما سأله من كشف ضر نزل به - وقد تحيّر صلى الله عليه وسلم في معرفة ماهيته وسببه - كل ذلك فيه دليل على صدق نبوته عليه السلام، فقد عصمه الله عزَّ وجلَّ من كيد الناس، إنسًا وجنًا، فلم يُذهِلْهُ هذا السحر ولم يُذهِب بعقله، حاش للنبي صلى الله عليه وسلم ذلك. ولقد أدركت أختُ لَبيد بن الأعصم ذلك، فقالت: إن يكن نبيًا فسيُخبر، وإلا فسيُذهله هذا

<<  <   >  >>