[٣٩٢٣] بِلَبن قثم هُوَ بن عَبَّاس وَأم الْفضل زَوجته لَكِن يشكل عَلَيْهِ ان قدوم أم الْفضل على النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سنة الْفَتْح وَهِي سنة ثَمَانِيَة من الْهِجْرَة وَذَاكَ الزَّمَان كَانَ الْحسن وَالْحُسَيْن فطيمان لِأَن ولادَة الْحسن فِي السّنة الثَّالِثَة وولادة الْحُسَيْن فِي الرَّابِعَة غَايَة مَا فِي الْبَاب لَو صَحَّ رِوَايَة قَتَادَة على حسب مَا ذكر بن الْأَثِير فِي أَسد الغابة ان وِلَادَته أَي الْحُسَيْن سنة سِتّ وَخَمْسَة أشهر وَنصف فعلى هَذَا ولاته فِي رَجَب سنة السَّابِع من الْهِجْرَة وقدوم أم الْفضل فِي رَمَضَان فِي التَّاسِع فعلى هَذَا يكون بَين الْولادَة والقدوم سنتَانِ وشهران فينطبق على مَذْهَب أبي حنيفَة بِأَن الرَّضَاع ثَلَاثِينَ شهل وَالله أعلم (إنْجَاح)
[٣٩٢٤] حَتَّى قَامَت بالمهيعة هِيَ الْجحْفَة قَالَ فِي النِّهَايَة وَهِي مِيقَات أهل الشَّام وَبهَا غَدِير خم وَهِي شَدِيدَة الوخم قَالَ الْأَصْمَعِي لم يُولد بغدير خم أحد فَعَاشَ الى ان يَحْتَلِم الا ان يتَحَوَّل مِنْهَا
قَوْله
[٣٩٢٦] أكره الغل لِأَنَّهُ صفة أهل النَّار قَالَ الله تَعَالَى ان الاغلال فِي اعناقهم والسلاسل يسْحَبُونَ فِي الْحَمِيم ثمَّ فِي النَّار يسجرون (إنْجَاح)
قَوْله الْقَيْد ثبات فِي الدّين قَالَ الْبَغَوِيّ فِي سنَنه لِأَنَّهُ يمنعهُ من التقلب وَكَذَا الْوَرع يمْنَع من التقلب فِي المشتهيات وَهَذَا إِذا كَانَ مُقَيّدا فِي مَسْجِد أَو فِي عمل الْخيرَات وسبل الطَّاعَات فَإِن رَآهُ مُسَافر فَهُوَ إِقَامَة من السّفر وان رَآهُ مَرِيض أَو مَحْبُوس طَال مَرضه وحبسه أَو مكروب طَال كربه والغل كفر لقَوْله تَعَالَى غلت أَيْديهم ولعنوا وَقد يكون بخلا وَقد يكون بِأَن يرى لرجل صَالح روى انه رآى أَبُو بكر قد جمعت يَدَاهُ الى عُنُقه فَأخْبر بِهِ فَقَالَ الله أكبر جمعت بيَدي عَن الشَّرّ الى يَوْم الْقِيَامَة انْتهى
قَوْله
[٣٩٢٧] الا بِحَقِّهَا أَي بِحَق تِلْكَ الْكَلِمَة وَفِي رِوَايَة البُخَارِيّ الا بِحَق الْإِسْلَام ومالهما وَاحِد قَالَ فِي الْمجمع الا بِحَق الْإِسْلَام من قتل نفس أَو حد أَو غَرَامَة اتلاف مَال أَو ترك صَلَاة قلت لَكِن الْأَخير هُوَ مَذْهَب الشَّافِعِي (إنْجَاح)
قَوْله أمرت ان اقْتُل النَّاس قَالَ الْبَيْضَاوِيّ إِذا قَالَ من اشْتهر بِطَاعَة رَئِيس أمرت فهم مِنْهُ ان الرئيس امْرَهْ فَقَوْل النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمرت يفهم مِنْهُ ان الله امْرَهْ وَإِذا قَالَ الصَّحَابِيّ أمرت فهم انه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ امْرَهْ انْتهى وَقَالَ الْخطابِيّ وَمن الْمَعْلُوم ان المُرَاد بِهَذَا أَي بِالنَّاسِ أهل الْأَوْثَان دون أهل الْكتاب لأَنهم يَقُولُونَ لَا إِلَه إِلَّا الله ثمَّ يُقَاتلُون وَلَا يرفع عَنْهُم السَّيْف انْتهى وَقَالَ الطَّيِّبِيّ أَكثر الشَّارِحين قَالُوا أَرَادَ بِالنَّاسِ عَبدة الْأَوْثَان دون أهل الْكتاب وَالظَّاهِر الْعُمُوم والاستغراق قَالَ تَعَالَى قل يَا أَيهَا النَّاس اني رَسُول الله اليكم جَمِيعًا الْآيَة انْتهى قَوْله
[٣٩٢٩] حرم عَليّ دِمَاؤُهُمْ وَأَمْوَالهمْ وَفِي مُسلم فقد عصم مني مَاله وَنَفسه قَالَ القَاضِي اخْتِصَاص عصمَة المَال وَالنَّفس بِمن قَالَ لَا إِلَه إِلَّا الله تَعْبِير عَن الْإِجَابَة الى الْإِيمَان وان المُرَاد بِهَذَا مُشْرِكُوا الْعَرَب وَأهل الْأَوْثَان وَمن لَا يوحد وهم كَانُوا أول من دعى الى الْإِسْلَام وقوتل عَلَيْهِ فَأَما غَيرهم مِمَّن يقر بِالتَّوْحِيدِ فَلَا يَكْتَفِي فِي عصمته بقوله لَا إِلَه إِلَّا الله أَو كَانَ يَقُولهَا فِي كفره وَهِي من اعْتِقَاده فَلذَلِك جَاءَ فِي الحَدِيث الاخر واني رَسُول الله وَيُقِيم الصَّلَاة وَيُؤْتى الزَّكَاة انْتهى وَقَالَ النَّوَوِيّ وَلَا بُد مَعَ هَذَا من الْإِيمَان بِجَمِيعِ مَا جَاءَ بِهِ رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا جَاءَ فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى لأبي هُرَيْرَة الْمَذْكُورَة فِي مُسلم حَتَّى يشْهدُوا ان لَا إِلَه إِلَّا الله ويؤمنوا بِي وَبِمَا جِئْت بِهِ انْتهى هَذَا زبدة مَا فِي الشُّرُوح (فَخر)
قَوْله
[٣٩٣٠] فَهَلا شققت عَن بَطْنه الخ يَعْنِي انك إِنَّمَا كلفت بِالْعَمَلِ بِالظَّاهِرِ وَمَا ينْطق بِهِ اللِّسَان واما الْقلب فَلَيْسَ لَك طَرِيق الى معرفَة مَا فِيهِ فَأنْكر عَلَيْهِ امْتِنَاعه من الْعَمَل بِمَا ظهر بِاللِّسَانِ وَقَالَ أَفلا شققت عَن قلبه لتنظر هَل قَالَهَا بقلب واعتقدها وَكَانَت فِيهِ أم لم تكن فِيهِ بل جرت على اللِّسَان فَحسب يَعْنِي وَأَنت لست بِقَادِر على هَذَا وَاقْتصر على اللِّسَان وَلَا تطلب غَيره (نووي)