للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

ذكر أبو زرعة النعمان بن ثابت أبو حنيفة في كتاب الضعفاء (١).

قال البرذعي: ورأي أبو زرعة في كتابي حديثًا، عن أبي حاتم، كما شيخ له، عن أيوب بن سويد، عن أبي حنيفة، حديثًا مسندًا، وأبو حاتم جالس إلى جنبه فقال لي: من يعاتب على هذا أنت، أو أبو حاتم؟ قلت: أنا، قال: لم؟ قلت: لأني جبرته على قراءته، وكان يأبى فقرأه علي بعد جهد، فقال لي قولًا غليظًا أنسيته في كتابي ذلك الوقت. فقلت له: إن إبراهيم بن أورمة كان يعني بإسناد أبي حنيفة، فقال أبو زرعة: إنا للَّه وإنا إليه راجعون، عظمت مصيبتنا في إبراهيم يُعْنى به، لأي معنى يصدقه؟ لاتباعه؟ لإتقانه؟ ثم ذكر كلامًا غليظًا في إبراهيم لم أخرجه ها هنا، ثم قال لي: رحم اللَّه أحمد بن حنبل بلغني أنه كان في قلبه غصص من أحاديث ظهرت، عن المعلى بن منصور، كان يحتاج إليها وكان المعلى أشبه القوم بأهل العلم، وذلك أنه كان طلابة للعلم، ورحل، وعنى به فصبر أحمد عن تلك الأحاديث، ولم يسمع منه حرفا، وأما علي بن المديني، وأبو خيثمة وعامة أصحابنا سمعوا منه، وأي شيء يشبه المعلى من أبي حنيفة المعلى صدوق، وأبو حنيفة يوصل الأحاديث، أو كلمة قالها أبو زرعة، هذا معناها. ثم قال لي أبو زرعة: حدث عن موسى بن أبي عائشة، عن عبد اللَّه بن شداد، عن جابر، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، فزاد في الحديث، عن جابر يعني حديث القراءة خلف ويقول: القرآن مخلوق، ويرد على رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، ويستهزيء بالآثار، ويدعوا إلى البدع، والضلالات ثم يعني بحديثه ما يفعل هذا إلا غبي جاهل، أو نحو ما قال، وجعل يحرم على إبراهيم، ويذكر أحاديث من رواية أبي حنيفة لا أصل لها، فذكر من ذلك حديث علقمة بن مرثد عن ابن بريدة عن أبيه


(١) كتاب الضعفاء [٢/ ٦٦٤].

<<  <   >  >>