للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وقد ردَّ الإمام ابن حزم الظاهري (ت: ٤٥٦ هـ) هذا القولَ وَشَنَّعَ عليه فقال: «وهذا كلامٌ في غايةِ النُّقصَانِ والبطلانِ؛ إِذْ مِنَ المُحَالِ أَنْ يُكَلِّفَ أَحَدًا أَنْ يَجِيءَ بِمَثَلٍ لِمَا لَمْ يَعْرِفْهُ قَطُّ وَلَا سَمِعَهُ» (١).

و (ملا): أصلها: الملأ، وقُصِرَ لِلْوَزْنِ: وهي الجماعةُ من النَّاسِ، وقيل: أشرافُ الناسِ ووجوههم (٢).

[١٩] وَكُلَّ عَامٍ رَسُولُ اللهِ يَعرِضُهُ … عَلَى الأَمِينِ وَقِيلَ فِي الأَخِيرِ كِلَا

الأمين: هو جبريلُ عليه السلام؛ قال تعالى: {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ} [الشعراء: ١٩٣].

وفيه إشارة إلى حديث معارضة النبي -صلى الله عليه وسلم- القرآن على جبريل عليه السلام كل عام مرة، ونقل أنَّه عرضه في العام الأخير مرتين.

قال الإمام الناظم: «وكان -صلى الله عليه وسلم- كل سنة في رمضان يعرض ما معه من القرآن على الأمين جبريل، ونُقل أنَّه عرضه في العام الأخير مرتين» (٣).

وجاء في ذلك في عدة أحاديث منها، عن عائشة رضي الله عنها قالت: أقبلت فاطمة تمشي، كأنَّ مشيتَها مشيُ النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: مرحبا بابنتي، ثم أجلسها عن يمينه، أو عن شماله، ثم أسرَّ إليها حديثًا، فبكت، فقلت لها: لم تبكين؟ ثم أسرَّ إليها حديثًا فضحكت، فقلت: ما رأيت كاليوم فرحًا أقرب من حزن. فسألتها عما قال، فقالت: ما كنت لأُفشيَ سِرَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، حتى قبض النبي -صلى الله عليه وسلم- فسألتها، فقالت: أَسَرَّ إِليَّ: ((أنَّ


(١) انظر: الفصل في الملل والنحل: ٣/ ٤٨، والمغني في أبواب التوحيد والعدل: ١٦/ ٣١٨.
(٢) انظر: العين: ٨/ ٣٤٦ (م ل أ). مقاييس اللغة: ٥/ ٣٤٦ (م ل ي)، والمحكم: ١٢/ ٧٦ (م ل أ).
(٣) انظر: جميلة أرباب المراصد: ١٩٢.

<<  <   >  >>