للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

[تقريظ]

الحمد لله الذي علم القرآن، وزيَّن الإنسان بمنطق اللسان، والصلاة والسلام على النبي الأمي المختار، الذي خاطبه ربه بقوله: {وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ}، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه الذين سلكوا منهجه القويم، فبرعوا في الكتابة والفصاحة والبيان، وعلى التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم القيامة، وبعد:

فإن العرب لم يكونوا أصحاب شكلٍ ولا نقطٍ، ولهذا كتب الصحابة الكرام المصاحف مجردةً من النقط والشكل، متفاوتةً في الحذف والإثبات والفصل والقطع ونحو ذلك، ليحتمل رسمها ما ثبت من الأحرف السبعة التي تضمنتها العرضة الأخيرة، ومن ثَّم كانت موافقة رسم أحد المصاحف العثمانية ركنًا من أركان القراءة تُحرم مخالفته، سئل مالك: "هل يكتب المصحف على ما أحدثه الناس من الهجاء؟،

فقال: (لا، إلا على الكْتبةِ، الأولى)، وقال أحمد: "تحرم مخالفة خط مصحف عثمان في واو أو ياء أو ألف، أو غير ذلك"، ونقل الجعبري وغيره إجماع الأئمة الأربعة على وجوب اتباع مرسوم المصحف العثماني، وأجمع أهل الأداء وأئمة القراء على لزوم تعلم مرسوم المصاحف فيما تدعو إليه الحاجة.

ولقد اعتنى العلماء بعلم رسم المصحف الشريف فنقلوا لنا كيفية كتابة ألفاظ

<<  <   >  >>