للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

{وَأَكُنْ} [المنافقون: ١٠] (١)، والظاء من {بِضَنِينٍ} [التكوير: ٢٤] (٢)، ونحو ذلك من مخالف الرسم المردود، فإن الخلاف في ذلك يُغْتَفَر، إذ هو قريب يرجع إلى معنى واحد، وتُمَشِّيهِ صِحَّةُ القراءة وشهرتها وتلقيها بالقبول، وذلك بخلاف زيادة كلمة ونقصانها وتقديمها وتأخيرها، حتى ولو كانت حرفًا واحدًا من حروف المعاني، فإن حكمه في حكم الكلمة لا يَسُوغُ مخالفة الرسم فيه، وهذا هو الحد الفاصل في حقيقة اتباع الرسم ومخالفته» (٣).

وقال د. أحمد شرشال: «وإني قد لاحظت أَنَّ رواية الرسم سارت جنبًا إلى جنبٍ مع رواية القراءة، بل إِنَّ الرسم عَدَّهُ علماء القراءات ركنٌ من أركان قبول القراءة، لذلك نجد المؤلفين في القراءات لم تَخْلُ كتبهم من الكلام على الرسم، فعقدوا له بابًا، وما ذلك إلا لبيان أن الرسم له تعلقٌ كبيرٌ بالقراءة» (٤).

ومن خلال ما سبق تتبين أهمية الرسم العثماني، وعلاقته الوثيقة والمهمة بعلم القراءات، إضافة إلى ذلك نجد في معظم كتب القراءات بابًا خاصًّا بالرسم يطلق عليه (باب الوقف على مرسوم الخط) (٥)، والمراد به: خط المصاحف العثمانية.


(١) قرأ أبو عمرو {وَأَكُنَ} بالواو ونصب النون، وقرأ الباقون بجزم النون من غير واو. السبعة: ٦٣٧، والنشر: ٥/ ١٩٤١.
(٢) قرأ ابن كثير وأبو عمرو والكسائيُّ ورويس {بِظَنِينٍ} بالظاء، والباقون بالضاد. السبعة: ٦٧٣، والنشر: ٥/ ١٩٦١، وانظر: شرح البيت: ١٠٠.
(٣) انظر: النشر: ٢/ ٤٠ - ٤٧.
(٤) انظر: قسم الدراسة من كتاب: مختصر التبيين: ١/ ١٥٧.
(٥) انظر مثلًا: النشر: ٤/ ١٤١٩، والإتقان: ٦/ ٢١٩٦، ولطائف الإشارات: ٢/ ٥٤٢.

<<  <   >  >>