للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[حول ترك الصلاة والشرك]

س١٠٥: سائل يقول: ما معنى هذه الآية التي وردت في سورة الروم: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} (١) {مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا} (٢) ، وهل يقال لتارك الصلاة إنه مشرك؟

الجواب: ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر» (٣) ، وثبت عنه عليه الصلاة والسلام أيضا أنه قال: «بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة» (٤) خرجه مسلم في صحيحه من حديث جابر.

وهذا يدل على أن تارك الصلاة يسمى كافرا ويسمى مشركا، وهذا هو الحق وهو المعروف عن الصحابة رضي الله عنهم، فإن عبد الله بن شقيق العقيلي -رضي الله عنه ورحمه- التابعي الجليل قال: لم يكن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يعدون شيئا تركه كفر إلا الصلاة.

وهذا يدل على أن ترك الصلاة عند الصحابة رضي الله عنهم يعتبر كفرا أكبر، ويسمى تاركها كافرا مشركا، وهذا هو أصح قولي العلماء إذا لم يجحد وجوبها. أما من جحد وجوبها فإنه كافر عند الجميع، نعوذ بالله من ذلك.

فالذي ترك الصلاة قد فرق دينه وقد خرج عن جماعة المسلمين


(١) سورة الروم الآية ٣١
(٢) سورة الروم الآية ٣٢
(٣) سنن الترمذي الإيمان (٢٦٢١) ,سنن النسائي الصلاة (٤٦٣) ,سنن ابن ماجه إقامة الصلاة والسنة فيها (١٠٧٩) ,مسند أحمد بن حنبل (٥/٣٤٦) .
(٤) صحيح مسلم الإيمان (٨٢) ,سنن الترمذي الإيمان (٢٦٢٠) ,سنن أبو داود السنة (٤٦٧٨) ,سنن ابن ماجه إقامة الصلاة والسنة فيها (١٠٧٨) ,مسند أحمد بن حنبل (٣/٣٨٩) ,سنن الدارمي الصلاة (١٢٣٣) .

<<  <   >  >>