للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[حكم زيارة الأضرحة وتقبيلها]

س١٢٦: هل زيارة الإمام أو السيد تعتبر ذنبا على الزائر إذا قبل الشباك أو باب الغرفة أو الضريح للإمام، وما الحكم في مثل قول الزائر: أنا دخيل عليك أن تنقذني من هذه القصة أو غير ذلك؟ أفيدونا أفادكم الله.

الجواب: زيارة القبور سنة مؤكدة للرجال، إذا كان المقصود منها الدعاء للميت والترحم عليه والاستغفار له، كما كان النبي يزور القبور صلى الله عليه وسلم، وكان أصحابه يزورون القبور وقال لهم عليه الصلاة والسلام: «زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة» (١) فالزيارة فيها خير عظيم ومصالح، تذكر الإنسان بالآخرة وبالموت ويدعو للأموات ويستغفر لهم ويترحم عليهم، هذه هي الزيارة الشرعية.

«وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم أصحابه إذا زاروا القبور أن يقولوا: السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون نسأل الله لنا ولكم العافية» (٢) وفي حديث عائشة «يرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين» (٣) .

هذه هي الزيارة الشرعية، أما أن يدعو الميت أو يقول: أنا دخيلك أو اشفني من مرضي، أو خلصني من كذا، فهذا شرك أكبر وهذا لا يجوز، لا مع إمام، ولا مع سيد، لا مع نبي، ولا مع الإمام أبي حنيفة، ولا غيرهم. لا يجوز أن يقال لأحد من الأموات: انصرني، أو اشف مريضي، أو رد غائبي، أو خلصني من هذه الكربة، لا يقول للميت أنا بجوارك أنا


(١) صحيح مسلم الجنائز (٩٧٦) ,سنن النسائي الجنائز (٢٠٣٤) ,سنن أبو داود الجنائز (٣٢٣٤) ,سنن ابن ماجه ما جاء في الجنائز (١٥٦٩) ,مسند أحمد بن حنبل (٢/٤٤١) .
(٢) صحيح مسلم الجنائز (٩٧٥) ,سنن النسائي الجنائز (٢٠٤٠) ,سنن ابن ماجه ما جاء في الجنائز (١٥٤٧) ,مسند أحمد بن حنبل (٥/٣٥٣) .
(٣) سنن النسائي الجنائز (٢٠٣٧) ,مسند أحمد بن حنبل (٦/٢٢١) .

<<  <   >  >>