للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حول حديث: «من تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا» (١)

س ٢٦: لقد قرأت في رياض الصالحين بتصحيح السيد علوي المالكي، ومحمود أمين النواوي حديثا قدسيا يتطرق إلى هروله الله سبحانه وتعالى، والحديث مروي عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل قال: «إذا تقرب العبد إلي شبرا تقربت إليه ذراعا وإذا تقرب إلي ذراعا تقربت منه باعا وإذا أتاني يمشي أتيته هرولة» (٢) رواه البخاري.

فقال المعلقان في تعليقهما عليه: إن هنا من التمثيل وتصوير المعقول بالمحسوس لزيادة إيضاحه، فمعناه أن من أتى شيئا من الطاعات ولو قليلا أثابه الله بأضعافه، وأحسن إليه بالكثير، وإلا فقد قامت البراهين القطعية على أنه ليس هناك تقريب حسي، ولا مشي، ولا هرولة من الله سبحانه وتعالى عن صفات المحدثين.

فهل ما قالاه في المشي والهرولة موافق لما قاله سلف الأمة على إثبات صفات الله وإمرارها كما جاءت، وإذا كان هناك براهين دالة على أنه ليس هناك مشي ولا هرولة فنرجو منكم إيضاحها والله الموفق؟

الجواب: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعد: فلا ريب أن الحديث المذكور صحيح، فقد ثبت عن رسول الله عليه الصلاة والسلام


(١) صحيح البخاري التوحيد (٦٩٧٠) ,صحيح مسلم التوبة (٢٦٧٥) ,سنن الترمذي الدعوات (٣٦٠٣) ,سنن ابن ماجه الأدب (٣٨٢٢) ,مسند أحمد بن حنبل (٢/٥٣٥) .
(٢) صحيح البخاري التوحيد (٧٠٩٨) ,صحيح مسلم التوبة (٢٦٧٥) ,سنن الترمذي الدعوات (٣٦٠٣) ,سنن ابن ماجه الأدب (٣٨٢٢) ,مسند أحمد بن حنبل (٢/٢٥١) .

<<  <   >  >>