للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله» (١) فالميت قد انقطع عمله عن الناس، فهو في حاجة أن يدعى له ويستغفر له وإلى أن يترحم عليه، لا أن يدعى من دون الله; لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له» (٢) فكيف يدعى من دون الله؟! وهكذا الأصنام، وهكذا الأشجار، والأحجار، وهكذا القمر والشمس والكواكب، كلها لا تدعى من دون الله، ولا يستغاث بها، وهكذا أصحاب القبور وإن كانوا أنبياء، وإن كانوا صالحين، هكذا الملائكة، والجن، لا يدعون مع الله; والله سبحانه يقول: {وَلَا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلَائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا أَيَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} (٣) آل عمران: ١٨٠، فجعل اتخاذ الملائكة والنبيين أربابا بالدعاء والاستغاثة كفرا، والله لا يأمر به سبحانه وتعالى.

وفي حديث جابر عند مسلم، يقول رضي الله عنه: «نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن تجصيص القبور وعن القعود عليها وعن البناء عليها» (٤) وذلك لأنها وسيلة إلى الشرك، فالبناء عليها، والتجصيص والكسوة، والقباب كل هذا وسيلة إلى تعظيمها، والغلو فيها، ودعاء أهلها، أما القعود عليها فهو امتهان لا يجوز، فلا يقعد عليها فهي محترمة لا تمتهن، فلا يقعد عليها، ولا يبول عليها ولا يتغوط عليها، ولا يستند إليها، ولا يطؤها، فهذا ممنوع احتراما للمسلم.

والمسلم حيا وميتا محترم، لا يجوز أن يداس قبره، ولا تكسر عظامه، ولا يقعد على قبره، ولا يبال عليه، ولا أن توضع عليه القمائم،


(١) سنن الترمذي صفة القيامة والرقائق والورع (٢٥١٦) ,مسند أحمد بن حنبل (١/٣٠٣) .
(٢) صحيح مسلم الوصية (١٦٣١) ,سنن الترمذي الأحكام (١٣٧٦) ,سنن النسائي الوصايا (٣٦٥١) ,سنن أبو داود الوصايا (٢٨٨٠) ,مسند أحمد بن حنبل (٢/٣٧٢) ,سنن الدارمي المقدمة (٥٥٩) .
(٣) سورة آل عمران الآية ٨٠
(٤) صحيح مسلم الجنائز (٩٧٠) ,سنن الترمذي الجنائز (١٠٥٢) ,سنن النسائي الجنائز (٢٠٢٨) ,سنن أبو داود الجنائز (٣٢٢٥) ,مسند أحمد بن حنبل (٣/٣٣٩) .

<<  <   >  >>