للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولا نزول خلقه؟ فهكذا تقربه إلى عباده العابدين له والمسارعين لطاعته، وتقربه إليهم لا يشابه تقربهم، وليس قربه منهم كقربهم منه، وليس مشيه كمشيهم، ولا هرولته كهرولتهم (بل هو شيء) يليق بالله لا يشابه فيه خلقه سبحانه وتعالى كسائر الصفات، فهو أعلم بالصفات وأعلم بكيفيتها عز وجل.

وقد أجمع السلف على أن الواجب في صفات الرب وأسمائه إمرارها كما جاءت واعتقاد معناها وأنه حق يليق بالله سبحانه وتعالى، وأنه لا يعلم كيفية صفاته إلا هو، كما أنه لا يعلم كيفية ذاته إلا هو، فالصفات كالذات، فكما أن الذات يجب إثباتها لله وأنه سبحانه وتعالى هو الكامل في ذلك، فهكذا صفاته يجب إثباتها له سبحانه مع الإيمان والاعتقاد بأنها أكمل الصفات وأعلاها، وأنها لا تشابه صفات الخلق، كما قال عز وجل: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} (١) {اللَّهُ الصَّمَدُ} (٢) {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ} (٣) {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} (٤)

وقال عز وجل: {فَلَا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} (٥) [النحل: ٧٤] . وقال سبحانه: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} (٦) [الشورى: ١١] . فرد على المشبهة بقوله: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} (٧) وقوله: {فَلَا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ} (٨) ورد على (المعطلة) بقوله: {وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} (٩) وقوله: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} (١٠) {اللَّهُ الصَّمَدُ} (١١) {إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} (١٢) وقوله: {إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ} (١٣) وقوله: {إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} (١٤) {إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (١٥)


(١) سورة الإخلاص الآية ١
(٢) سورة الإخلاص الآية ٢
(٣) سورة الإخلاص الآية ٣
(٤) سورة الإخلاص الآية ٤
(٥) سورة النحل الآية ٧٤
(٦) سورة الشورى الآية ١١
(٧) سورة الشورى الآية ١١
(٨) سورة النحل الآية ٧٤
(٩) سورة الشورى الآية ١١
(١٠) سورة الإخلاص الآية ١
(١١) سورة الإخلاص الآية ٢
(١٢) سورة البقرة الآية ٢٢٠
(١٣) سورة الحج الآية ٧٥
(١٤) سورة البقرة الآية ١٧٣
(١٥) سورة البقرة الآية ٢٠

<<  <   >  >>