للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الثاني: سلمنا أن كلام الآدمي صوت وحرف، لكن كلام الله تعالى يخالفه؛ لأنه صفته، فلا تشبه صفات الآدميين، وكلامه كلامهم.

الثالث: أن مذهبكم في الصفات أن لا تفسر، فيكيف فسرتم كلام الله بما ذكرتم.

الرابع: أن الحروف لا تخرج إلا من خارج وأدوات، والصوت لا يكون إلا من جسم، والله متعالٍ عن ذلك.

الخامس: أن الحروف يدخلها التعاقب١، وكل مسبوق مخلوق.

السادس: أن هذا يدخله التجزؤ٢ والتعدد والقديم لا يتجزأ ولا يتعدد.

قال شيخ الإسلام الموفق: الجواب عن الأول من وجوه.

الأول: أن هذا [كلام] ٣ شاعر نصراني عدو لله ورسوله ودينه، أفيجب٤ اطراح كلامه تعالى ورسوله وسائر الخلق تصحيحًا لكلامه؟، وحمل كلامهم على المجاز صيانة لكلامه؟، هذا عن المجاز.

وأيضًا فتحتاجون إلى إثبات هذا الشعر ببيان إسناده، ونقل الثقات له، ولا نقنع بشهرته, فقد يشتهر الفاسد.


١ اختصر المؤلف هنا عبارة، ذكرها في: شرح الكوكب المنير: "٤١/٢"، وهي: فالباء تسبق السين، والسين تسبق الميم.
٢ في الأصل: "التجري".
٣ ما بين معقوفين تتمة من شرح الكوكب المنير: "٤١/٢".
٤ في الأصل: "فيحب"، بالحاء, وهذا ممكن، والعبارة كما في: شرح الكوكب المنير: أظهر وأقوى تعبيرًا, وأصح سياقًا ومعنى، وهي: فهل يجب، وفي نسخة: أفيجب، فأثبتناها: أفيجب، فإنها أقرب لما في نسختنا رسمًا بإسقاط الألف، والمعنى واحد.

<<  <   >  >>