للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

رابعا: تدوين السنة: فقد دونت السنة وعرف صحيحها وضعيفها، فكان في ذلك تسهيل لعمل الفقهاء وتوفير الجهد عليهم، فقد وجدوا السنة بين أيديهم يصلون إليها دون كبير عناء، والسنة هي مادة الفقه ومصدره الثاني.

وقد وجد بجانب المحدثين الذين اشتغلوا بجمع الأحاديث، فريق آخر من العلماء يعنى بنقد رواة الحديث والبحث عن أحوالهم وهؤلاء هم علماء الجرح والتعديل، وقد قاموا بتأسيس قواعد هذا العلم العظيم خدمه للسنة وكشفا عن أكاذيب الوضاعين صيانة لشريعة الله من التحريف والتبديل١.

٢- ظهور المذاهب الإسلامية: وفي هذه الدور ظهرت المذاهب الإسلامية وتميزت معالمها ووضحت اتجاهاتها وصار لكل مذهب أتباع كثيرون ينشرون آراءه وينهجون نهجه، وقد ألفت الكتب الفقهية في كل مذهب وكانت هذه الكتب الأساس لما بعدها من كتب الفقه كما أن الفقهاء من مختلف المذاهب أحسوا بالحاجة إلى ضبط أصول الاستنباط وقواعد استخراج الأحكام، فأسسوا قواعد علم أصول الفقه، فوضع الشافعي رسالته الأصولية المشهورة ثم تبعه الإمام أحمد بن حنبل بالكتابة في هذا العلم، ثم تتابع العلماء من بعدهما بالكتابة والتنظيم والزيادة في هذا العلم الجليل، علم أصول الفقه، ولا شك أن تدوين هذا العلم يساعد الفقهاء في عملهم ويبين مآخذ المذاهب الإسلامية المختلفة وأسباب اختلافها٢.


١ من علماء هذا الفن يحيى بن سعيد القطان ت ١٨٩هـ، وعبد الرحمن بن مهدي ت ١٩٨هـ، ويحيى بن معين ت ٢٣٣هـ، وأحمد بن حنبل ت ٢٤١هـ.
٢ المدخل لدراسة الشريعة الإسلامية، عبد الكريم زيدان: ١١٨.

<<  <   >  >>