وأَنت في إعمال "أَنْ وكأَنْ" المخففتين بين مذهبين: مذهب سهل يلغي عملهما واختصاصهما، ومذهب آخر قال به الجمهور: يجعلهما عاملتين ويجعل اسمهما ضمير شأْن محذوفاً والجملة بعدهما هي الخبر، والتقدير حينئذ: آخر دعواهم أَنه "أَي الشأْن": الحمد لله رب العالمين.
"لكنَّ": إِذا خففت بطل عملها باتفاق، وزال اختصاصها بالأَسماءِ فجاز دخولها على الأَسماءِ والأَفعال على السواءِ تقول:"حضروا لكنْ أَخوك غاب: لكنْ غاب أَخوك".
ثالثاً - اتصال هذه الأَدوات بـ"ما".
إِذا اتصلت "ما" بهذه الأَدوات كفَّتها جميعاً عن العمل إِلا "ليت" وأَزالت اختصاصها بالأَسماءِ فدخلت على الجملة الاسمية والجمل الفعلية، تقول:"إِنما أَخوك ناجح، علمت أَنما يقاومونك، يتوجع كأَنما يضربُ بالسياط، حضروا لكنما أَخوك غائب، اصبر فلعلما يأْتي الفرج".