للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأَدوات أَسماءٌ بلا خلاف؛ فلابدّ لهنَّ من محل إعراب:

"من، ما، مهما" تدل على ذوات: فـ"من" للعاقل و"ما ومهما" لغيره، وتعرب مفعولاً بها إن كان فعل الشرط متعدياً لم يستوف مفعولاته، وإلا أُعربت مبتدأ خبره جملة جواب الشرط.١

فأَمثلة الحالة الأُولى: "من تكرمْ يحببْك، ما تقرأْ تستفدْ منه، مهما تصاحبْ من فضل ينفعْك".

وأَمثلة الحالة الثانية: "من تكرمْه يحببْك، ما تقرأْه تستفد منه، الفضل مهما تصاحبْه ينفعْك، من يفعلْ خيراً يُجزَ به - من يسافرْ يبتهجْ".

متى، أيّان، أَنّى، حيثما، أينما: الأُوليان تدلان على الزمان، والباقي للمكان، وكلها مبني في محل نصب على الظرفية الزمانية أو المكانية ويتعلق بجواب الشرط "على خلاف رأَي الجمهور" لأَن المعنى يقتضي ذلك: "متى تسافرْ تلق خيراً = تلقى خيراً حين تسافر، حيثما تذهبوا تكرموا".

كيفما: تدل على الحال ويجب معها أَن يكون فعل الشرط وجوابه من لفظ واحد: "كيفما تجلسْ أَجلسْ". ومحلها النصب على الحالية، ونحاة البصرة لا يجزمون بها، ويجعلونها مثل "إذا" في أَنها لا تجزم إلا


١- جمهور النحاة على غير هذا, فأكثرهم يجعل جملة فعل الشرط هي الخبر وبعضهم يجعل الشرط وجزاءه هو الخبر, لكن المعنى - وهو الحكم في كل خلاف - ينصر ما أثبتناه لأنك اذا حولت صيغة الجملة الشرطية " من يسافر يبتهج " إلى جملة اسمية قلت: امسافر مبتهج, وم اسم الشرط هنا إلا اسم موصول أضيف اليه معنى الشرط ففك صلته بفعله لفظا لا معنى.

<<  <   >  >>