للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قيل له: إن بعض القراء يجعل الوقف في "السماوات"، ثم يبتدئ: {وَفِي الْأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ} ، وكيفما كان، فلو أن قائلا قال: فلان بالشام والعراق ملك، لدل على ملكه بالشام والعراق، لا أن ذاته فيهما.

ذكر قول الإمام الزاهد

أبي عبد الله ابن بطة

قال في كتاب (الإبانة) وهو ثلاثة مجلدات: باب الإيمان بأن الله على عرشه بائن من خلقه وعلمه محيط بخلقه.

أجمع المسلمون من الصحابة والتابعين على أن الله على عرشه فوق سماواته بائن من خلقه، فأما قوله: {وَهُوَ مَعَكُمْ} [الحديد: ٤] فهو كما قالت العلماء.

واحتج الجهمي بقوله: {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ} [المجادلة: ٧] ، فقال: معنا وفينا، وقد فسر العلماء أن ذلك علمه، ثم قال تعالى في آخرها: {أَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} .

ثم إن ابن بطة سرد بأسانيده أقوال من قال إنه علمه، فذكره عن

<<  <   >  >>