طريقته: أبو العباس القلانسي، وأبو الحسن الأشعري، وخالفه في بعض الأشياء، ولكنه على طريقته في إثبات الصفات والفوقية وعلو الله على عرشه، كما سيأتي حكاية كلامه بألفاظه، إن شاء الله تعالى.
حكى ابن فورك في كتابه المجرد فيما جمعه من كلام ابن كلاب أنه قال: وأخرج من النظر والخبر قول من قال: لا هو في العالم ولا خارجا منه، فنفاه نفيا مستويا؛ لأنه لو قيل له: صفه بالعدم؛ لما قدر أن يقول أكثر من هذا، ورد أخبار الله أيضا، وقال في ذلك ما لا يجوز في نص ولا معقول.
ثم قال: ورسول الله صلى الله عليه وسلم وهو صفوة الله من خلقه، وخيرته من بريته أعلمهم (بالأين) ، واستصوب قول القائل: إنه في السماء، وشهد له بالإيمان عند ذلك. وجهم بن صفوان وأصحابه لا يجيزون (الأين) ويحيلون القول به.
قال: ولو كان خطأ لكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحق بالإنكار له، وكان ينبغي أن يقول لها لا تقولي ذلك فتوهمي أنه محدود، وأنه في مكان دون مكان، ولكن قولي إنه في كل مكان لأنه هو الصواب، دون ما قلت. كلا، فلقد أجازه رسول الله صلى الله عليه وسلم مع علمه بما فيه، وأنه من الإيمان، بل الأمر الذي يجب به الإيمان لقائله؛ ومن أجله شهد لها بالإيمان حين قالته.
وكيف يكون الحق في خلاف ذلك والكتاب ناطق بذلك وشاهد له، وقد غرس في بنية الفطرة ومعارف الآدميين من ذلك ما لا شيء أبين