المجاز. ثم ساق بسنده عن مالك قوله: الله في السماء وعلمه في كل مكان.
ثم قال في هذا الكتاب: وأجمع المسلمون من أهل السنة على أن معنى قوله {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ}[الحديد: ٤] ونحو ذلك من القرآن: أن ذلك علمه، فإن الله فوق السماوات بذاته مستو على عرشه كيف شاء.
هذا لفظه في كتابه، فانظر إلى حكاية إجماع المسلمين من أهل السنة على أن الله استوى على عرشه بذاته، وأطلق هذه اللفظة غير واحد من أئمة السنة، وحكاها كثير من العلماء عن الأئمة الكبار؛ كما تقدم عن الحافظ أبي نصر السجزي وغيره، فكيف نقموها على ابن أبي زيد وحده؛ لما ذكرها في رسالته كما ذكره الذهبي.
وكان الطلمنكي هذا من كبار الحفاظ وأئمة القراء بالأندلس، عاش بضعا وثمانين سنة، وتوفي سنة تسع وعشرين وأربعمائة.