للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

موسى أنه يثبت إلها فوق السماء، حتى رام بصرحه أن يطلع إليه، واتهم موسى بالكذب في ذلك.

والجهمية لا تعلم أن الله فوقها بوجود ذاته، فهم أعجز فهما من فرعون، بل وأضل.

وقد «صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه حكم بإيمان الجارية حين قالت: إن الله في السماء،» وحكم الجهمي بكفر من يقول ذلك!! انتهى كلام أبي القاسم رحمه الله. توفي سنة خمس وثلاثين وخمسمائة.

ذكر كلام الإمام العالم العلامة أبي عبد الله

القرطبي صاحب التفسير الكبير

قال في التفسير: قوله تعالى: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} [الأعراف: ٥٤] : هذه مسألة قد بينا فيها كلام العلماء في كتاب (الأسنى في شرح الأسماء الحسنى) ، وذكرنا فيها أربعة عشر قولا.

إلى أن قال: وقد كان السلف الأول رضي الله عنهم لا يقولون بنفي الجهة ولا ينطقون بذلك، بل نطقوا هم والكافة بإثباتها لله تعالى كما نطق كتابه وأخبرت رسله، ولم ينكر أحد من السلف الصالح أنه استوى على العرش حقيقة، وخص عرشه بذلك؛ لأنه أعظم المخلوقات، وإنما جهلوا كيفية الاستواء، فإنه لا تعلم حقيقته؛ كما قال الإمام مالك: الاستواء معلوم -يعني في اللغة- والكيف مجهول، والسؤال عن ذلك بدعة.

<<  <   >  >>