عظماء الناس ووجوهم، فقال عمر رضي الله عنه: ألا أراكم هاهنا؟ إنما الأمر من هاهنا. وأشار بيده إلى السماء.
وروى عثمان بن سعيد الدارمي أن امرأة لقيت عمر بن الخطاب وهو يسير مع الناس، فاستوقفته، فوقف لها ودنا منها، وأصغى لها حتى انصرفت، فقال له رجل: يا أمير المؤمنين، حبست رجالا من قريش على هذه العجوز! قال: ويلك، أتدري من هذه؟ قال: لا. قال: هذه امرأة سمع الله شكواها من فوق سبع سماوات، هذه خولة بنت ثعلبة.
والله لو لم تنصرف عني إلى الليل ما انصرفت حتى تقضي حاجتها إلا أن تحضرني صلاة فأصليها ثم أرجع إليها حتى تقضي حاجتها.
وقال ابن عبد البر في كتاب الاستيعاب: روينا من وجوه صحيحة أن عبد الله بن رواحة -رضي الله تعالى عنه- مشى إلى أمة له فنالها، فرأته امرأته، فجحدها. فقالت: إن كنت صادقا فاقرأ القرآن، فإن الجنب لا يقرأ القرآن. فقال:
شهدت بأن وعد الله حق ... وأن النار مثوى الكافرينا
وأن العرش فوق الماء طاف ... وفوق العرش رب العالمينا