للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ما عداها لتنضبط عملية القراءة على نهج سوي تم بإجماع الصحابة، وبمشورة حذيفة بن اليمان على عثمان رضي الله عنه، كما سنفصل ذلك بعد.

وكان هذا العمل أيضًا مرحلة أخرى للحفاظ على القرآن يسر الله له الصحابي الجليل عثمان وإخواته من قراء الصحابة وحاظهم، ونال شرف انتساب المصحف إليه.

٦- وضع النحو في عهد علي بن أبي طالب رضي الله عنه بمعرفة أبي الأسود الدؤلي، وكان هذا العمل يهدف إلى صيانة الكتاب العزيز وحفظه بالحفاظ على اللسان الذي نزل به.

٧- اتجاه بعض النحاة القرء من تلامذة أبي الأسود إلى نقط المصحف لإزالة الإعجام بعد تفشي اللحن، واحتمال أن يستعصي فهمه على بعض هؤلاء الذين استعجموا، وهؤلاء التلاميذ نصر بن عاصم، ويحيى بن يعمر، وعبد الرحمن بن هرمز، وعنبسة الفيل "نقطوا المصحف، وأخذ عنهم النقط، وحُفِظ، وضبط، وقيد، وعمل به، واتبع فيه سنتهم، واقتدى فيه بمذاهبهم"١.

وقد ذكرت المراجع أن هذا الأمر تم بمشورة الحجاج ورأيه. فإذا وضعنا بجانب هذا صنيع أبي الأسود في وضع نقط الإعراب، وتخيره كاتبًا فطنًا يراقب حركة شفتيه، ويضبط كلمات المصحف على هذا النحو رفعًا ونصبًا وجرًّا وجزمًا٢ تبين لنا أنهم بهذا العمل الخطير قد أحاطوا لفظ القرآن الكريم بسياج يمنع اللحن فيه، مما جعل بعض القدماء


١ المحكم في نقط المصاحف للداني ص٦، والتصحيف والتحريف لأبي أحمد العسكري ص١٠.
٢ راجع المحكم للداني في نقط المصاحف "طبع دمشق" ص ٢ وما بعدها.

<<  <   >  >>