الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على خاتم أنبيائه ورسله، تلقى القرآن من لدن حكيم خبير فهدى الناس إليه، وأقام فيهم حكمه وشريعته.
وبعد:
فإن العلوم تشرف بشرف موضوعاتها، وتتفاضل بمدى فضل بحوثها، ومسائلها. وعلوم القراءات، موضوعها كتاب الله، وبحوثها حول أسانيده، وطرق أدائه، ووجوه قراءته، ونظام رسمه، والاحتجاج له، ولأجل هذا فهي بين العلوم في الذروة والسنام، ولا عجب فكل العلوم اللسانية ما كانت إلا من أجله وفي سبيل الحفاظ عليه، والعلوم الإسلامية ما وجدت إلا على أساسه، تنهل من نبعه وتستمد من صافي معينه.
ولقد شرفتني كلية اللغة العربية بجامعة أم القرى بمكة المكرمة بأن أسندت إلي تدريس بعض مناهج القراءات في قسم اللغويات، فأتيحت لي الفرصة لكي أتوفر على هذه العلوم، وأعطيها جانبًا من وقتي، هي له أهل، وبه أجدر فإذا بها تكاد تأخذ علي وقتي، ووجدت بيني وبينها