هو من العلوم الجليلة القدر، العظيمة الشأن؛ لأنه يدور حول رواية الكتاب العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، والقرآن الكريم رأس العلوم والمعارف الإسلامية، والمصدر الأول للتشريع فهو دستور الأمة، ومنارها، كما أنه نورها وهداها.
وقد أسلفنا الكلام حول الجهود التي بذلت، ويسرها رب العالمين من أجل الحفاظ عليه وصيانته من عبث العابثين وتحريف المنحرفين مصداقًا لقوله سبحانه:{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} .
ومن هنا فهذا العلم العظيم وعى عددًا من العلوم النافعة.
أولها: علم القراء، وهو يتناول الترجمة لمن تصدوا للقراءة، وكانوا مرجعًا لغيرهم، وتتلمذ عليهم سواهم منذ عصر الصحابة حتى القرن العاشر الهجري. وهذا العلم يتوفر على دراسة أسانيد كل قراءة وتواترها، والرواة الذين نقلوا هذه القراءة عن القارئ الذي عرف بها ونسبت إليه.
ثانيها: علم رسم المصحف: ويتناول الصورة الخطية التي