للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٩- صلة ميم الجمع بواو الإشباع:

المقصود بميم الجمع: هي الميم التي تلحق الضمائر المتصلة في حالتي الخطاب والغيبة عندما يراد بها الجمع، أو تكون كناية عن الجمع مثل: "منكم، إليكم، رأيتكم، عليهم، منهم، بهم".

فإذا كان قبل الميم كاف الخطاب أو التاء مثل: "منكم، بكم، أنتم" فلا يجوز فيها عند الجميع إلا الضم أو التسكين، وهو ما تقتضيه قواعد اللسان العربي.

وإذا كان قبل الميم هاء فهنا يكون اختلاف القراء حسب حركة الهاء السابقة كميم؛ لأن هاء الضمير تكسر إذا سبقتها كسرة أو ياء، وفيما عدا ذلك تضم.

ومن هنا ذهب ابن كثير إلى وصل الميم بالواو انضمت الهاء قبلها أو انكسرت فيقول: "عَلَيْهِمُ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ" [الفاتحة: ٧] "عَلَى قُلُوبِهِمُ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ" [البقرة: ٧] .

واختلفوا عن نافع في الميم، فقال إسماعيل بن جعفر، وابن جماز، وقالون، والمسيبي: الهاء مكسورة والميم مرفوعة أو منجزمة، أنت فيها مخير، وقال أحمد بن قالون عن أبيه: كان نافع لا يعيب رفع الميم، فهذا يدل على أن قراءته كانت بالإسكان.

وقال ورش، الهاء مكسورة، والميم موقوفة١، إلا أن تلقاها ألف أصلية، فعند ذاك توصل الميم بواو في الوصل مثل: "سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمُ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ" [البقرة: ٦] .

وكان أبو عمرو وعاصم وابن عامر والكسائي يكسرون الهاء ويسكنون الميم، فإذا لقي الميم، حرف ساكن اختلفوا: فكان عاصم ونافع وابن كثير وابن عامر يمضون على كسر الهاء ويضمون الميم مثل قوله تعالى: {عَلَيْهِمُ الذِّلَّة} [البقرة: ٦١] {وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأتَيْنِ} [القصص: ٢٣] وما أشبه ذلك.

أما أبو عمرو فكان يكسر الهاء والميم فيقول: "عَلَيْهِمِ الذِّلَّة"، "إِلَيْهِمِ اثْنَيْن" [يس: ١٤] وما أشبه ذلك.

وكان حمزة والكسائي يضمان الميم والهاء معًا، فيقولان:


١ راجع السبعة لابن مجاهد ص١٠٩.

<<  <   >  >>