هو أبو الحسن علي بن حمزة بن عبد الله، بن بهمن، بن فيروز الكوفي النحوي، مولى بني أسد، فارسي الأصل. اختلف في سبب تسميته الكسائي، فقيل: إنه سئل من ذلك فقال: لأني أحرمت في كساء وقيل: لأنه من قرية بين واسط وبغداد اسمها باكُسَايا، فهو نسب على غير قياس، والقياس: باكساوي، وباكسائي، وقال آخرون: كان يتشح بكساء ويجلس في مجلس حمزة، فإذا أراد أن يقرأ يقول: حمزة أعرضوا على صاحب الكساء، فسمى الكسائي بذلك١.
كان صادق اللهجة، واسع العلم بالقرآن، والعربية، والغريب، وإمام مدرسة الكوفة النحوية، وعمدة نحويي الكوفة ومرجعهم.
قال فيه الشافعي: من أراد أن يتبحر في النحو فهو عيال على الكسائي. وقال أبو بكر الأنباري: اجتمعت في الكسائي أمور، كان أعلم الناس بالنحو، وأوحدهم في الغريب، وكان أوحد الناس في القرآن.
انتهت إليه رياسة الإقراء بالكوفة بعد حمزة الزيات، أخذ القراءة عرضًا عن حمزة أربع مرات وعليه اعتماده، وعن محمد بن أبي ليلى، وعيسى بن عمر الهمداني، وروى الحروف عن أبي بكر بن عياش، وعن إسماعيل ويعقوب ابني جعفر قراءة نافع، وعن المفضل الضبي، ورحل إلى البصرة، فأخذ اللغة عن الخليل.
وأخذ القراءة عنه عرضًا وسماعًا جمع منهم: إبراهيم زاذان، وحفص الدوري، وأبو عبيد القاسم بن سلام، وقتيبة بن مهران، وخلف بن هشام البزار،، ويحيى بن زياد الفراء، وروى عنه الحروف يعقوب الحضرمي.
ذكر أبو عبيد في كتاب "القراءات": أن الكسائي كان يتخير القراءات، فأخذ من قراءة حمزة ببعض وترك بعضًا، وكان من أهل القراءة، وهي كانت علمه وصناعته، ولم يجالس أحدًا كان أضبط، ولا أقوم بها منه، وكانت قراءته متوسطة غير خارجة عن آثار من تقدم من
١ ذكر هذه الآراء محققة منسوبة لأصحابها ابن الباذش في الإقناع ج١ ص ١٣٨.