أسباب وثيقة لم أحسن بها إلا عندما اقتحمت ميادينها الواسعة، ومجالاتها الرحبة.
هي تمنح الإنسان مزيدًا من العلم بالقرآن تاريخًا وتأصيلًا، والقرآن نبع العلوم جميعًا.
وفيها قضايا لا بد أن يفقهها الداعية، ونحن والحمد لله على طريق الدعوة. والدارس للسان العربي لا بد أن تكون القراءات جزءًا أساسيًّا في درسه؛ إذ هي مصدر للنحو والتصريف ولغات القبائل، وصوتيات اللسان العربي، وهي تصف مستويات صوتية تحتاج إلى الدارس الحديث ليحولها إلى واقع محس.
وكتب الاحتجاج للقراءات تثري الدراسة النحوية ثراء عظيمًا، ومن العجيب أن أعلام النحاة كانوا قراء، وأعلام القراءات لهم قدم راسخة في النحو، وما عليك إلا أن تتصفح كتب الطبقات وتقرأ فيتراجم هؤلاء وأولئك ليستبين لك بوضوح صدق هذه القضية.
وفي القراء السبعة اثنان من أئمة الدرس النحوي: أبو عمرو بن العلاء، والكسائي.
ورأيت -لهذا- أن أدلي بدلوي في الدلاء، وأقف في صف هؤلاء الأعلام، وإن كان في الساقة لكنه في تقديري شرف كبير أرجو ربي ألا يحرمني منه، وأن يجعل هذا العمل خالصًا لوجهه، فما أردت؛ إلا تيسير معارف القرآن لتكون في متناول الدارس الحديث من حيث العرض والتبويب، والعبارة السائغة التي تحتفظ مع يسرها بوقار الحقيقة العلمية.
وفي حسابي أن يكون هذا العمل بمثابة مدخل لهذه العلوم، مع درس وتحقيق لبعض القضايا التي تتطلب الدرس والتحقيق بحيث يخرج القارئ بصورة صحيحة موجزة عن هذه العلوم وما كتب فيها، بحيث