الرسول -صلى الله عليه وسلم- وعظمة الآية القرآنية؛ إذ إنه برغم تعدد القراءات، وتنوع الأداء لم يتطرق إليه تناقض ولا تضاد، ولا تخالف بل يصدق بعضه بعضًا، ويبين بعضه بعضًا، ويشهد بعضه لبعض على نمط واحد، وأسلوب واحد.
خامسها: فيه دلالة على عظمة هذه الأمة وشرفها التي تلقت هذا القرآن بحروفه المختلفة، ووعته هذا الوعي، وقامت بما ينبغي له من ضبط وإحكام، ودقة في الأداء، وتوفرت على وضع القواعد والأصول للعلوم التي من شأنها صيانة الكتاب العظيم ورعايته، مما يجعل أعلام هذه الأمة محلًا لفضل الله ومثوبته وتكريمه.
سادسها: في تعدد القراءات سند لقواعد مختلفة نحوية وتصريفية مثل قراءة حمزة لقوله تعالى: "وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامِ" بجر الأرحام، فاستشهد بها من قال بجواز العطف على المجرور دون إعادة الجار، ومنها قراءات تفسر معنى لغويًّا في قراءة أخرى مثل قراءة ابن مسعود:"وتكون الجبال كالصوف المنفوش" فإنها مفسرة للقراءة الأخرى، سادسها: ما يكون في حجة في قضية من قضايا العقيدة تأييدًا لأهل الحق، ودفعًا لأهل الزيغ وذلك كقراءة:"رأيت نعيمًا ومَلِكًا كبيرًا" بفتح الميم، وكسر اللام، وهي قراءة ابن كثير وغيره، وهي دليل واضح على رؤية الله في الدار الآخرة.
سابعها: تأثير اختلاف القراءات في الأحكام الفقهية.
اختلاف القراءات مجال خصب لآراء فقهية وتشريعية تدعم التشريع الإسلامي وتكسبه خصوبة ومرونة، وطواعية في مواجهة مشكلات الحياة المتعددة والمتجددة.