بحوث القراءات، أما الإدغام التصريفي أو القياسي، والذي يعد ظاهرة لغوية مطردة في اللسان العربي في مثل شد، يشد، والذي له شروطه المعروفة بالتفصيل في كتب التصريف فذلك غير داخل معنا؛ لأن الالتزام به شرط لا بد من تحققه؛ لأنه هو الوجه في العربية ولا يمكن أن تكون قراءات القرآن على خلافه؛ لأنه بلسان عربي مبين.
حروف يخاف على القارئ اللحن فيها حال الإدغام:
ذكر القراء بعض الحروف التي وقع الخلاف فيها بين الإظهار والإدغام، غير أنه في حالة الاتجاه إلى الإدغام في بعضها قد يترتب عليه وقوع اللحن.
من هذه الحروف التي ذكرها القراء. على سبيل المثال لا الحصر:
حروف الفاء لا يجوز إدغامها في الميم والواو والباء، والباعث على المنع هنا باعث صوتي؛ وذلك لأنها انحدرت إلى الفم حتى قاربت مخرج الثاء نحو:{وَيَسْتَخْلِفْ مِنْ بَعْدِكُم}[الأنعام: ١٣٣]{نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا}[القصص: ٧٥]{لَا تَخَفْ وَبَشَّرُوه}[الذاريات: ٢٨]{إِنْ نَشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الْأَرْض}[سبأ: ٩] وليس في القرآن من الفاء عند الباء غيره.
فخوفًا من اللحن منع المانعون الإدغام.
وقد قرأ الكسائي مدغمًا ووجهه أنها من حروف الشفة، وأن الباء مجهورة، والفاء مهموسة.
ومن ذلك الميم عند الفاء والواو نحو:{هُمْ فِيهَا} ، {وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِم}[البقرة: ١٥] ، {قُمْ فَأَنْذِر}[المدثر: ٢] ، {مَنْ يُسْلِمْ وَجْهَه}[لقمان: ٢٢] ، وشبه ذلك حيث سكنت، لا يجوز في شيء من الإدغام لما