للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بصيغة الجمع، فإذا كتبت بالرسم الإملائي لن يفهم منه: إلا قراءة واحدة.

ب- الإشارة إلى بعض لغات العرب.

فنرى في المصحف العثماني كتابة تاء التأنيث المربوطة مفتوحة في بعض المواضع إيذانًا بجواز الوقف عليها بالتاء على لغة طيئ نحو قوله تعالى: {إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} ١، وقوله تعالى: {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا} ٢، وقوله سبحانه: {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ} ٣، وقوله: {وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الْأَوَّلِينَ} ٤، وقوله: {إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّوم} ٥.

ومما نلاحظه بأن هذا الاتجاه المحافظ بالغ في التحفظ حتى إنهم كرهوا ما حدث من نقط المصاحف ورووا عن الإمام مالك قوله: "جردوا القرآن ولا تخلطوه بشيء" وقوله: "ولا تخلطوا به ما ليس منه إني أخاف أن يزيدوا في الحروف أو ينقصوا"٦.

كما كرهوا ذكر أسماء السور، ورسم فواتح السور وعدد الآيات.

قال أبو بكر السراج قلت لأبي رزين: "أأكتب في مصحفي سورة كذا وكذا؟ قال: إني أخاف أن ينشأ قوم لا يعرفونه، فيظنوا أنه من القرآن"٧.


١ الأعراف: ٥٦.
٢ إبراهيم: ٣٤.
٣ التحريم: ١٠.
٤ الأنفال: ٣٨.
٥ الدخان: ٤٣.
٦ المحكم ص ١٠- ١١.
٧ المرجع السابق ص١٧.

<<  <   >  >>